حمص، سوريا، 2 مارس 2014، (سوزان أحمد، أخبار الآن) –
طراد زهوري، شاب مرح لطيف كما يصفه أصدقاؤه المقربون، مخلص محترف أو أسطورة الإخلاص كما يصفه من عمل معه، استشهد منذ أربعة أيام إثر أصابة في الرأس أثناء تغطية أحد المعارك في القلمون.
عمل طراد في التجارة وتوزعت أعماله بين سوريا وقبرص ولبنان، إلا أنه أوقف عمله والتحق بركب الثورة في مدينة القصير بحمص حيث كان يقضي إجازته وقت اندلاع الثورة، كما أنه أنفق كل ما يملك لخدمة الثورة كما أفاد مقربون منه.
ولد طراد عام 1975 في مدينة القصير بحمص لعائلة مكونة من 8 شباب وابنتين، وكان أحد إخوته – مهيد زهوري- قد استشهد في وقت سابق في أحداث القصير.
يسترجع الناشط هادي العبد الله -توأم طراد الروحي كما يصفه ناشطون- ذكرياته عن يوم إصابة طراد متحدثا عن خوفه وبكائه لحظة وصوله إلى المشفى الميداني ورؤيته في حالة غيبوبة بسبب إصابته الخطيرة.
ويتحدث هادي العبد الله لأخبار الآن عن سر التقارب بينه وبين صديقه فيقول: “هناك الكثير من الأمور المشتركة بيننا، فهدفنا واحد وألمنا واحد ونعاني من الظلم نفسه، كما أن كلانا رفض التبعية لأحد خلال عملنا الثوري وعانينا الأمرّين من ذلك”.
ويضيف هادي بصوت متهدج: “لطالما تعاهدنا أن لا يموت واحد منا قبل الآخر، إلا أن طراد قبل إصابته بيوم صارحني بأنه سيسبقني إلى السماء وكأنه علم أو شعر بدنو أجله”.
وتتزاحم الذكريات في مخيلة هادي فيقول: “لا أنسى يوم كادت قوات النظام أن تعتقلنا أثناء تجولنا على حواجز مدينة حمص مع المراقبين الدوليين، ولا يغيب عن بالي لحظة كيف ركضنا معا لننجو من قذيفة حصدت روح شخصين كانو معنا”.
أما الناشط الإعلامي براء عبد الرحمن والذي عايش طراد مدة ثلاثة أشهر فيقول: “رافقت طراد في تغطية معارك القلمون، كان طراد يردد فيها دائما أنه يسابقنا للشهادة، ويكثر من ذكر الله”.
ويضيف عبد الرحمن أن طراد لطالما أثار إعجاب من عرفه بثباته في المواقف الصعبة فيقول: “كنا نتسلل بين الجبال وتعرضنا لخطر انفجار ألغام وقتل بعض مرافقينا، وبالرغم من هذا لم يفارق كاميرته وبقي يوثق كل الأحداث بالرغم من الخطر”.
“كان نبأ إصابة طراد كالصاعقة” يقول عبد الرحمن بصوت حزين متابعا “تلقيت أخبار استشهاد وإصابة العديد من الأصدقاء أو المقربين ولكني لم أتمالك نفسي عند معرفتي بوضع طراد الحرج وبكيت بحرقة”.
ويختم قائلا: “كان طراد إنسانا نبيلا، آمن بحق الإنسان في الحياة ونيل الكرامة، وأبى إلا أن يوثق جرائم نظام الأسد ضد المتظاهرين السلميين منذ اندلاع الثورة في مدينته القصير، فأخذ على عاتقه مهمة توثيق الظلم ونقله للعالم”.