ريف إدلب، سوريا، 2 مارس، (علي أبو المجد، أخبار الآن) –
تعد الزراعة هي المهنة الرئيسية في ريف إدلب، حيث يعمل بها حوالي 85% من سكان المحافظة، ويعتمد الفلاح بشكل أساسي في المعيشة على ما تنتجه الأرض من محصول زراعي في كل موسم، وهو ما يدفعه للعناية بها طوال العام من حراثة وبذار ورش المبيدات الحشرية وتقديم الأسمدة لها بأنواعها. لكن ذلك يبقى مشروطا بطبيعة الجفاف أو عدمه.
معاناة الفلاح ..
أصبحت لقمة العيش وتأمين المستلزمات اليومية هي الهم الأول للمواطن السوري في ريف إدلب بسبب تردي الأحوال الاقتصادية وارتفاع الأسعار، فربطة الخبز تباع بالسوق السوداء ووصل سعرها 125 ل.س وقس على ذلك باقي السلع الغذائية، وما قد يزيد الأمر سوءا في الأشهر القادمة هو الجفاف الحالي الذي يصيب الأرض والزرع نتيجة قلة هطول الأمطار وانخفاض معدلاتها هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية. الأمر الذي ينعكس سلبا على إنتاج الحقول والمحاصيل الزراعية. يقول المزارع “أبو سعيد”: “في العام الماضي وبنفس هذه الأوقات كان الزرع أطول ونموه أفضل أما هذا العام فعلى ما يبدو انه لن يكون هناك موسم بالشكل المأمول، لقد تأخر المطر مقارنة بالسنوات الماضية، وما عدت ترى إلا الوجوه المتعبة عند المزارعين الذي بنوا كل آمالهم على محاصيلهم”.
تبعات الجفاف ..
إن عدم هطول المطر في أوقات محددة له تأثير واضح على نمو المزروعات بأنواعها كالشعير والحنطة والكمون وحبة البركة والعدس، وفوق ذلك تعتبر مناطق ريف إدلب فقيرة بآبار المياه الجوفية بسبب ضعف الإمكانيات المادية لدى المزارعين الذين لم يكن أمامهم سوى تلبية نداء الهيئة الشرعية لأداء صلاة الاستسقاء.
وعن معاناته هذا الموسم يقول “أبو أحمد”: “لقد استأجرت هذه الأرض كوسيلة لإيجاد عمل لي ولأسرتي في ظل انتشار البطالة وتردي الأوضاع المعيشية ولكن عدم جني المحاصيل بالشكل المأمول سيكون كارثة”.
وفي ظل ذلك، يتنبأ الأهالي بتبعات عدة لموسم الجفاف على المنطقة بأسرها، مثل إزدياد الأسعار وقلة المنتجات الزراعية، وربما يكون هناك حالات احتكار لبعض المواد من قبل بعض التجار، وهو ما قد يترك المنطقة بأكملها على أبواب عوز ومجاعة.