حمص، سوريا، 2 مارس، (أمل الحمصي، أخبار الآن) –

نظرا للدور الذي لعبته جامعة حلب في تأجيج الحراك الثوري والتي أطلق عليها فيما بعد (جامعة الثورة )، وعى النظام تماما خطورة الشباب المثقف ودورهم في إشعال فتيل الثورة في الجامعات، فحرص جاهدًا على عدم تكرار هذه الظاهرة في مدن أخرى، فوضع كل ثقله الأمني والاستخباراتي في جامعة البعث بحمص ودس “عيون النظام” من الطلاب الموالين بين التجمعات الطلابية وهم ينتمون إلى الهيئات والمكاتب الإدارية التي مهمتها التضييق الأمني والأعمال التشبيحية بحق الطلبة الآخرين.

معتقل الجامعة ..
لا تقتصر ظاهرة الاعتقال على المدنيين في الشوارع والبيوت في حمص فحسب، بل يتعداها ذلك لاعتقال الطلبة من الجامعة التي اسماها الطلاب المعارضون (جامعة خالد بن الوليد)، والتي لا تزال تشهد حملات اعتقال متفرقة كل فترة بحق عشرات الطلاب في مختلف كليات الجامعة، فكان من بين هؤلاء الطلاب الصيدلاني “محمود سكاف” الذي تم اعتقاله في مطلع العام الدراسي بتهم متعددة ولم يتم الإفراج عنه حتى الآن، وقد خصصت في كل كلية غرفة تحقيق ومراقبة في نفس الوقت حيث تحوي هذه الغرفة على شاشات لعرض كل ما تصوره الكاميرات الموصولة بها والموزعة في ممرات الكليات والمكتبات، وأماكن التجمع والأبواب الرئيسية التي تشهد بدورها تفتيشا دقيقا للطلبة من قبل قوات النظام الموكلين بهذه المهمة منذ بداية الثورة.

التمييز بين الطلبة ..
يتمتع معظم الطلاب المؤيدين للنظام بسلطات وأفضليات تجعلهم يحصلون على نتائج أفضل من الآخرين في الامتحانات، وذلك ما نوه إليه الطالب “م. د” متحدثا عن موقف حصل أمامه: “في الامتحان الوطنيّ وأمام مرأى جميع الطلاب، قامت إحدى المدرسات في الجامعة بتغشيش معظم طلاب الموالين للنظام، وذلك ما أثار غضب بقية الطلاب الذين لم يستطيعوا فعل أي شيء إزاء ذلك”. وتلعب المواقف السياسية دورا مهما في التمييز بين الطلاب أنفسهم بغض النظر عن انتماءاتهم المناطقية أو الدينية.

تقول الطالبة “أ. م”: “يتجنب معظم الطلاب إزعاج أيّ طالبٍ معروف بتأييده للنظام أو بكونه عضواً بالهيئة الإدارية أو مقرباً منها لأن أصغر مشكلة حتى لو كانت خارج نطاق الجامعة فإنها ستتحول مباشرةً إلى مشكلة مع مجموعة من الطلبة الشبيحة الذين يجعلون الحرم الجامعي حلبة صراع يمارسون فيها ما يحلوا لهم من دون حسيب أو رقيب وتلفيق أية تهمة بحق أي طالب ليست بعيدة”.

وقد كان هذا سببًا كاف لزرع الخوف في قلوب الطلاب عامة والطالبات خاصة، مما دفع بعضهن إلى التقرب من الفئة الموالية خشية تشبيحها. لاشك أن الجامعات السورية وطلابها ينالون القسط الوافر من القمع وكبت الحريات لاسيما وأن مهمة الجامعة الرئيسية هي بناء شباب قادرين على التغيير.