دمشق، سوريا، 2 مارس، (سيف الدين محمد، أخبار الآن) –

يقدم في مدينة دمشق هذه الأيام العديد من العروض الفنية المتنوعة التي تستقي نصوصها ومضمونها من الواقع السوري المعاش، متميزة بالوجوه الشابة من الشباب المهمومين بمسار الحالة السورية.

العزف على الأسلحة ..
مجموعة من طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية والإعلام والهواة من الشباب، يعيشون واقعهم المأساوي في سوريا ولم يجدوا إلا العروض الفنية سبيلا لهم للتعبير عن مواقفهم الرافضة لتزايد وتيرة العنف اليومي في البلاد.
يقوم عرض “كونشرتو الرصاص” على مفارقات حياة العنف اليومية للمواطن السوري، الذي بات ضحية الحرب الدائرة بين أطراف الصراع الدموي، وتحوّل مع استفحال هذا الصراع إلى مجرد سلعة يومية لا قيمة لها.
يقول مخرج العرض “كفاح زيني”: “لم يبق إلا أن توجد تسعيرة للإنسان في سورية، فالموت يحصد العشرات كل يوم ويوضعون في أكياس قمامة وكأنها سلع للبيع”.

مسرح تفاعلي ..
يقوم العرض المسرحي على إشراك الجمهور في النص، فما دام العمل يتوجه إلى الإنسان المهدورة كرامته وإنسانيته فيجب إشراك المتفرج بعرض مسرحي يتحدث عنه. وهذا ما يسمى بالمسرح التفاعلي الذي يشعر المتفرج بأنه جزء من اللعبة المسرحية وبالتالي يبدو وكأنه مشارك في كتابة النص. كل هذا بالاعتماد على أدوات وديكورات بسيطة تضع الجمهور في صلب الحالة الحسية للعرض.
طوال عرض “كونشرتو الرصاص” يعزف الممثل “مضر الزرزوري” على سلاح الرشاش مقطوعات موسيقية تموت معها الشخصيات تباعا، وكأنه يخبرنا بأن بقاء لغة العنف والرصاص سوف تفني السوريين وتقضي على روح التسامح والمبادرة لديهم.
تأثرت قصص الشباب السوري في المسرح بشكل كبير بالأزمة السورية، وهذا هو حال الفن الحقيقي الذي يلامس هموم وآلام الواقع لاسيما في أتون الحرب الدامية في سورية.

ما هو الكونشرتو
الكونشرتو (Concerto) هو صنف من التأليف الموسيقي وهو وضع آلة موسيقية واحدة أو عدة آلات مرافقة الفرقة الموسيقية، أي تقوم آلة أو آلتان أو ثلاث بأداء الدور الرئيس، أما الفرقة فتكون مرافقة فقط. جاءت كلمة كونشرتو من الكلمة اللاتينية (كونسرتار) وتعني بذل الجهد أو الكفاح أو من كلمة (كونستوس) وتعني اشتراك عدة أصوات معاً. برز هذا الصنف في عصر الباروك (1600-1750) ومهد لما ستكون عليه الموسيقى لاحقا والتي تحل محل الصوت البشري. أبدع أعلام الموسيقى في التأليف لهذه الصبغة الفنية وكتبوا عددا من مؤلفاتهم التي قدمت على المسارح وما تزال إلى حد الآن. وقد برز عازفون مبدعون لأداء هذا اللون من التأليف الموسيقي ولمختلف الآلات الموسيقية. (المصدر: ويكيبيديا)