العتيبة، ريف دمشق، سوريا، 1 مارس (محمّد صلاح الدّين، خاص أخبار الآن)
كثيرة هي الروايات التي تحدّثت عن مجزرة العتيبة والتي قال إعلام النظام السوريّ عنها إنّ قواته و حزب الله اللبناني نفذوا فيها كميناً محكماً أودى بحياة أكثر من مئة و خمسين شخصا بحسب رواية النظام و قناة المنار اللبنانيّة التي بثّت مقطعاً حصرياً للتفجيرات التي استهدفت رتلاً راجلاً في المنطقة الواقعة على طريق الغوطة – الضمير، تتالت بعدها الصور التي عرضها إعلام النّظام للقتلى الذين كانت تحملهم جرّافات النظام في مشهدٍ يُظهر حقيقة النظام الذي يتغاضى في تعامله مع معارضيه عن القيم والأخلاق الإنسانية.
وفي الوقت الذي ضجّت فيه مواقع التواصل الاجتماعي بتحليلات وآراء شخصيّات ثوريّة سوريّة وغير سوريّة شكّكت في صحة الصور التي بثّها إعلام قالت إنّها في لمعتقلين لدى النّظام أراد النظام من خلال قتلهم وتصويرهم بهذه الطريقة رفع معنويات مناصريه لا سيّما بعد فشله في السيطرة على مدينة يبرود خلال المعركة الأخيرة المحتدمة في القلمون، أكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان صحّة ما بثّه إعلام النظام قائلاً إنّ القتلى ينتمون لجبهة النصرة وكتائب إسلامية أخرى أبرزها جيش الإسلام.
بين هذا وذاك تمكنّت أخبار الآن من الوصول إلى أحد مقاتلي الجيش الحر الناجين من المجزرة والذي يقال له أبو هادي وحصلت على شهادته حول ما حدث فجر السادس والعشرين من شباط فبراير الحالي .
يقول أبو هادي: “بعد التنسيق مع الدليل الذي سيكشف لنا طريق خروجنا من الغوطة إلى الضمير قررنا الانطلاق ليلاً كي لا نكون مكشوفين لقوات النّظام الذين يسيطرون على مناطق واسعة من الطريق المعروف بخطورته وطبيعته القاسية، كنّا مئة وسبعين شخصاً، ولكن لم نكن كلُّنا مقاتلين فقد كان بيننا نشطاء مدنيون (إغاثي وطبّي ) وعدد قليل من المدنيين إضافة لبعض المصابين الذين يحتاجون علاجاً ضروريّاً لا يتوفّر في الغوطة بسبب الحصار، بعد أن تخطيّنا بحيرة العتيبة زحفاً على بطوننا وصلنا إلى الطريق الأخطر وهو الطريق الذي يكشفه اللواء 22 الخاضع لسيطرة النظام ودائماً ما يطلق نيران رشاشاته على أي شيء يتحرّك، لم نكن نحسب حساباً للألغام فلم يسبق أن حدث ذلك، في تلك المنطقة انفجر حبلٌ من الألغام أسقط العشرات من رفاقنا قتلى قبل أن تنفجر دفعة جديدة من الألغام التي قضت على معظم الرتل الذي كنا نمشي فيه، كنّا مضطرين للعبور بهذه الطريقة حتّى لا يُضيع بعضنا الآخر فالظلام دامس ولا مجال لإستخدام الإنارة، قدّر الله لي ولسبعة عشر آخرين النجاة بالرغم من استخدام قوات النظام الرشاشات بعد تفجيرها الألغام، وتمكنّا من العودة باتجاه الغوطة بالرغم من إصابتنا ببعض الجروح التي سببتها الألغام”.
وبحسب شهادة أبو هادي فإنّ النتيجة التي يجمع عليها الجميع هي أنّ النّظام ارتكب مجزرة موثّقة بحقّ من حاول فكّ الحصار عن الغوطة أو الهروب منها.
هذا وكانت أخبار الآن قد حصلت في تموز / يوليو من العام الماضي على معلومات خاصة أفادت باستخدام قوات النظام كاميرات مراقبة متطورة لرصد تحركّات الجيش الحر في المنطقة القريبة من اللواء 22 في عدرا.