دمشق، سوريا، 25 فبراير، (محمّد صلاح الدين، خاص أخبار الآن) —

يبدو أنّ التسريبات الأخيرة حول نيّة الجيش الحر دخول العاصمة السورية لها تأثيراتها على ردّة فعل النظام الذي يظهر جليّاً تخوّفه من انتقال التسريبات إلى أفعال حقيقية على الأرض ما دفعه لتصعيد عمليات القصف بالبراميل المتفجّرة على مدن وبلدات درعا جنوب سوريا .

ومن الواضح أيضاً أنّ النظام يعطي أمن العاصمة دمشق أولى اولوياته من خلال الطوق العسكري الذي يفرضه حول الأحياء الخاضعة لسيطرته وسعيّه لتوسيع دائرة هذا الطوق من خلال جر مدن و بلدات ضواحي دمشق إلى ما بات يعرف بالمصالحة أو الهدنة التي نجحت في عدة مناطق أبرزها المعضمية وبرزة والقابون وببيلا  ولا تزال مفاوضاتها تواجه فشلاً كبيراً في مناطق أخرى أبرزها داريا والغوطة الشرقيّة عامة.

بالمقابل يلحظ من يصل إلى أطراف المتحلق الوسطي الفاصل بين حي جوبر الخاضع بمعظمه لسيطرة الثوّار و حي العباسيين الخاضع لسيطرة قوات النظام أنّ الأخير بدأ يحشد كثيراً من قوّاته و دباباته على الطريق المؤديّة إلى ساحة وملعب العباسيين في قلب العاصمة دمشق.عميدٌ في جهاز استخبارات النظام فضّل عدم الكشف عن هويّته قال لأخبار الآن إنّ التحرّكات الاستثنائية لقوّات النظام تأتي في إطار عملية تحصين العاصمة ضدّ أي هجوم محتمل قد يشنّه مسلحو المعارضة عبر محورين أساسيين الأول هو الغوطة الشرقيّة والآخر محور داريا في الغوطة الغربية.

يضيف العميد: “من حقّنا الدفاع عن أنفسنا أمام هجمات المعارضة المدعومة من دول الجوار والولايات المتحدّة الأمريكية، ما يجري جنوب سوريا هو عملية تدخّل خارجي بأدوات داخليّة، المعلومات التي نملكها نحن تقول إنهم سيحاولون تطويق دمشق ومحاصرتها، صحيح أننا لا نملك القدرة على صد هجوم واسع النظاق يستهدف المنطقة الجنوبية بحدودها المفتوحة، لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي”.