القلمون، سوريا، 25 فبراير، (مالك أبو خير، أخبار الآن)
تسلل الثوار حيث خيم حزب الله وقوات النظام السوري، واجتازوا السور حيث نقاط عسكرية قربية من اللواء 18 الواقع على استرداد دمشق حمص والتي تعرف بتلة العلم لتبدأ أول عملية هجومية مدروسة عسكرياً وبإحكام شديد ضد مواقع النظام وقوات حزب الله، فحرقوا الخيام وانتشر هجومهم ليشمل اغلب الجنود فكانت النتيجة قتل أكثر من 60 قتيل وتدمير دبابتين نوع تي 62 ودبابة نوع 72 حيث تم تدميرها بعد السيطرة عليها لعدم القدرة على سحبها نتيجة للقصف الشديد بعد عملية الهجوم.
عملية هجومية نوعية كانت صدمة لقوات نظام الأسد، لم يعلن عنها وتكتم عليها فيما تكتم المجلس العسكري في القلمون هو الآخر لاعتماده سياسية الكتمان الإعلامي عن كل مجريات المعارك على الأرض ولم يكشف سوى عن هذه العلمية بناء على اتفاق بعدم أي نشر إعلامي حالياً، في حين تم تأمين جبهة ريما والتي تعتبر اكثر الجبهات سخونة وحمايتها بعد معارك الثوار التي سيطرة على هذه الجبهة بشكل كامل تحت قبضتها.
التسلل كان عبر جبهة ريما من خلال تلالها باتجاه نقاط قريبة من اللواء 18 الذي يعتبر اكبر تجمع لقوات الأسد، وكانت الخسائر التي وقعت بمثابة ضربة إضافية لخسائره التي وقعت منذ بداية هجومه على جبهة القلمون والتي فاق عددها 300 قتيل والكثير من الأسرى.
الرد كالعادة قصف جوي ومدفعي لمناطق المدنيين في يبرود والسحل وملاحقة الطيران لكل اللاجئين المدنيين القادمين من القلمون إلى عرسال اللبنانية، حيث لاحق الطيران المروحي سيارات اللاجئين وقصفها فيما طيارة الميغ اعتمدت سياسة المسح لكل بناء في يبرود حتى الكنائس والجوامع وكل ما يتوقع أنها مشافي ميدانية تم قصفها وتدميرها.
سيارات اللاجئين والتي كانت السبيل الأوحد لانتقام النظام، باتت أهدافا سهلة فهناك لاجئون استشهدوا محترقين داخل سياراتهم ومنهم انتشرت جثثهم على الطرقات، فيما من وصل بات يتحدث عن فظائع تعجز مادة صحفية عن سردها وسرد قسوتها ابسطها ان من أصيب على الطريق لم يستطع احد إنقاذه نتيجة القصف وبقي مكانه حتى وفاته.
أبو زيد الحمصي احد أهم الناشطين الإعلاميين والذي يقوم بنقل أخبار المعارك وفقاً لتعليمات المجلس العسكري بالقلمون أكد للآن أن المتضرر في هذه المعارك هم المدنيون المدنيين فقط وتحديداً من بقي في يبرود ورفضوا الخروج منها حتى اليوم ويقدر عدهم بحوالي 10 آلاف، فيما الخبز والمواد الغذائية باتت قليلة جداً، دون نسيان الماء والكهرباء الذي بات من المنسيات.
وعن المعلومات التي تؤكد انسحاب قوات النظام نحو جبهة درعا نفى ابو زيد تلك المعلومات مؤكداً أنها ضمن حملة إعلامية لتغطية خسارته في المعارك وعدم قدرته على التقدم خطوة واحدة داخل أراضي القلمون”.
في القلمون عموماً ويبرود خصوصاً لا يوجد اي تخوف من إمكانية السقوط بيد النظام، وتحديداً مع وجود أسلحة نوعية كسلاح كونكورس الذي اثبت فعالية هائلة في المعارك عبر حصده لدبابات النظام، في حين ان العمليات الخاصة التي يخوضها الثوار على الجبهات توقع الكثير من القتلى، لكن ما يخاف منه هو نفس التخوف الذي يثار عند كل معركة الا وهو خيانة داخلية كالتي حصلت في المرات السابقة ولعل معارك القصير وانسحاب تشكيلات في اوج المعارك تشهد على ذلك، لكن يستبعد جميع من في القلمون وجود هكذا تصور في ضل وجود قيادة عسكرية مشتركة كتومة تعمل بيد من حديد وتدرس بدقة كل خطوة من خطواتها التي باتت تثمر نتائجها في هجومها الأول وليس الأخير على ما يبدو.