ريف حماه، سوريا، 19 فبراير، (مصطفى جمعة، أخبار الآن) –
يعاني الفلاح في ريف حماه من قلة الأمطار و ارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة , وذلك بسبب قلة نسبة الأمطار بهذا الموسم مقارنة بالمواسم السابقة , كل هذا دفع به لزراعة قطعة صغيرة من الأرض التي يمتلكها , مبررا ذلك بأنها لن تعود له برأس المال على الأقل . تقرير مصطفى جمعة و تفاصيل أوفى حول هذا الموضوع .
المتحدثون :
المتحدث الاول : حضيري – مزارع من اللطامنة
المتحدث الثاني : عباس – مزارع من قرية الزكاة
طبقة خضراء كانت تغطي هذه الأراضي الزراعية العام الماضي , الواقعة في الشمال من محافظة حماه , ولكن ثمة مشكلة خلقت , جعلت أكثر من ثلثي هذه الحقول عارية جرداء , حيث أن ما يعتبره المزراع أصلا للمشكلة , هو قلة الأمطار , فمن المعتاد في مثل هذه الآونة من المواسم السابقة تهطل الأمطار بنسبة جيدة , دون الحاجة لإستخدام الآبار الزراعية للري .
يقول حضيري وهو فلاح من اللطامنة : “كان المزارعون لا يسقون لبداية الشهر الرابع نيسان , بينما هذا العام الأهالي بدأوا بالري من كانون الثاني والآن نحن بشباط , هذه المزروعات من الآن ولغاية عشرة أيام إن لم تهطل الأمطار أو لم تروى ستتيبس” .
الكمون والحمص و اليانسون من المحاصيل التي تزرع بعلا , دون الحاجة للري المكثف , تتعرض اليوم للإقتلاع بسبب موجات الصقيع والتعطش , فليس بإمكان الفلاح أن يستعين بالآبار الإرتوازية لريها , لإرتفاع سعر مادة الماوزت الذي تعمل عليه محركاتِ ضخِ المياه الجوفية , فضلاً عن الصعوبة في تأمين الأدوية و الأسمدة .
عباس وهو مزارع من قرية الزكاة يقول : “البازلاء تصقعت من قلة الأمطار , وتضررت من الصقيع , ولا يوجد مازوت لريها , سعر برميل المازوت قد يصل إلى ثلاثين ألف ليرة سورية , كلفته غالية , بالإضافة للبذور والأسمدة والأيدي العاملة والحراثة ، وبالنهاية لن تعود برأس المال , واليانسون إقتلعه معظم الفلاحين” .
حضيري وهو مزارع من اللطامنة يقول : “كان سعر كيس السماد 600 ليرة , الآن يتهرب من مناطق سيطرة النظام للمناطق المحررة , عن طريق الشبيحة والحواجز , ويباع لأهالي بـ 4000 ليرة” .
وبحسب إحصائية صادرة عن الجمعية الفلاحية الحرة بالمحافظة , فإن نسبة الأراضي المستثمرة لهذا العام لا تعادل 30 بالمئة من مساحة الحقول التي إستمثرت في السنوات الفائتة , ناهيك عن توقف أكثرِ من أربعُ مئةٍ وخمسين بئرٍ جوفي عن العمل في الريف الشمالي فقط , حيث أن ساعة الري الواحدة بالرذاذ تبلغ كلفتها ثلاثة آلافٍ وخمسُ مئةِ ليرة سورية , سعر لا يقارن بمواسم قد مرت من قبل يقول المزارعون .
آلاف الدونمات من الأراضي الصالحة للزراعة لم تستثمر هذا الموسم , بسبب شح الأمطار وإرتفاع أسعار مادة المحروقات التي تستخدم في إستخراج المياه الجوفية .