دمشق، سوريا، 23 فبراير، (سوزان أحمد، أخبار الآن) –

أطلق إعلاميون وناشطون سوريون مؤخرا حملة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حملت عنوان القصيدة الشعرية المعروفة “لا تصالح”، في تعبير عن رفضهم لاستخدام لفظة “مصالحة” للدلالة على الـ “هدنة”.

وتأتي هذه الحملة بعد محاولة نظام الأسد الترويج بطريقة خبيثة لكلمة مصالحة على إعلامه الرسمي، للتعبير عن الهدن التي يتم عقدها في المناطق التي عانت ويلات الحصار ابتداء من مدينة معضمية الشام وليس انتهاء ببلدة ببيلا، وفق ناشطين.

تهدف الحملة للتمييز بين الصلح والهدنة، وتسليط الضوء على ما يحاول النظام القيام به من خلال تكريس كلمة “مصالحة” في المناطق المهادنة وفق هيثم الصباغ أحد مطلقي هذه الحملة.

“الصلح أن تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي، وهذا مستحيل في الحالة السورية.” يقول الصباغ لأخبار الآن مضيفا: “لا يمكن تحقيق مصالحة مع نظام قتل وجوّع الأهالي، نحن في هدنة لصالح النساء والأطفال ولإعادة ترتيب الأوراق ليس إلا.”

وفي إشارة إلى خطورة تكريس الألفاظ في الإعلام يقول الصباغ: “يعمل إعلام النظام وفق خطة مدروسة على زرع مصطلحات تخدم مصالحه، مثل قول الأزمة السورية بدلا من الثورة السورية ومصالحة عوضا عن هدنة؛ إعلام النظام ذكي وموجّه في حين أن إعلام الثورة عفوي وقائم على ردود الأفعال.”

ويضيف الصباغ بصوت مفعم بالأمل والثقة: “مسؤوليتنا هي زرع الأفكار ونشر الوعي، وتعتبر مواقع التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لفعل ذلك؛ نجحنا سابقا في حملة إيقاف نشر أخبار الجيش السوري الحر، وهذه الحملة لا تقل أهمية عن تلك.”

في حين يرى الناشط مراد الشامي من مدينة معضمية الشام، أن الهدنة خيار الشعب الذي يتحمل العبء الأكبر مما يحدث في سوريا.

يشار إلى أن معضمية الشام هي من أوائل المدن التي هادنت نظام الأسد ورفعت علم النظام مقابل فك الحصار الذي دام أكثر من عام وإدخال المساعدات الإنسانية، بعد موت العشرات من الأهالي جراء سوء التغذية ونقص المواد الطبية.

“خاصرة دمشق وافقت على الهدنة لتخفيف معاناة المدنيين، بعد أن تفنّن النظام بقتل ساكنيها بكافة أنواع الأسلحة، ابتداء من القصف بالصواريخ مرورا بالكيماوي وأخيرا وليس آخرا بسلاح التجويع.” يقول الشامي لأخبار الآن.

ويرى الشامي أن خيار فشل الهدنة ما يزال قائما فيقول: “كيف لنا أن نثق بمن يقصف جارتنا داريا بعشرات البراميل المتفجرة! ندرك تماما أن النظام سعى لتهدئة القتال على جبهات المعضمية وبرزة لعجزه عن فرض سيطرته عليهما، ولحاجته لخلق نصر إعلامي يسوّق له على أنه ما يزال قادرا على البقاء في الحكم والسيطرة على المدن”.

ويؤكد الشامي أن الهدنة لا تعني التراجع عن الثورة: “الشعب لن يسامح قاتله، وهو يعرف طريقه إلى الحرية ورفض الاستبداد والإجرام مهما كان مصدره، لن يستطيع أحد خداعه أو قمعه بعد الآن”.

ويختتم الشامي بالقول: “الهدنة لا تعني الهزيمة، إنما هي وضع السلاح جانبا، كما أنها اعتراف صريح من النظام بأن من كان يدعوهم في إعلامه بالمتآمرين الخارجيين، ما هم إلا الشعب السوري.”