صنعاء، اليمن، 21 فبراير 2014، أسوشيتيد برس-
روت عبير الحساني الزوجة السابقة لأحد أعضاء القاعدة في اليمن خلال مقابلة مع وكالة الاسوشيتيد برس كيف كان يعمل زوجها على جذب الشباب للانضمام الى القاعدة.
فثلاثة من أشقائها أصبحوا مقاتلين في القاعدة وجميعهم قتلوا. وروت حاول زوجها التأثير على إبنها الأكبر لضمة الى صفوف القاعدة.وتقول الحساني التي تركت زوجها عمر الحبيشي في عام الفين وعشرة إنه خلال فترة زواجها كان الحبيشي يتلقى تحويلات مصرفية ضخمة أو أموالا نقدية من السعودية، وقد أبلغها ان تلك الأموال هي لدعم عائلات القتلى.منذ شهر مضى غادر الحبيشي متجها إلى سوريا للقتال في صفوف متطرفين يستلهمون فكر القاعدة ولكن ليس قبل تجنيد الأكبر من ولديهما، أوس 8 سنوات ليأتي معه من خلال مشاهدة تسجيلات مصورة لمقاتلي القاعدة وهم يتدربون على الركض والسباحة.
وقال لها أوس أمي أرغب في الذهاب معهم لأن لديهم حمام سباحة. رواية الحساني توضح جاذبية القاعدة لمجتمع ينتشر فيه الفقر والتقاليد المحافظة والاستياء من فساد الحكومة ومن انتهاكات قوات الأمن. وتقول أؤكد لكم أن نجلي، أوس وحمزة، سيتبعان خطى والدهما اذا بقينا في اليمن، لذا نحن بحاجة للخروج من اليمن عاشت الحساني تحت وطأة المجتمع الذكوري الأبوي في اليمن، فتزوجت في سن الخامسة عشرة، إلا أنها استمرت في الفرار من زوجها، ووقع بينهما الطلاق بعد شهر واحد.
ولكن بعد فترة وجيزة زوجها شقيقها للحبيشي الذي يكبرها بعشرين عاما والذي يعرف باسمه الحركي أبو أسيد المدني، وفي أوساط المتطرفين باسم المنشد.وكثيرا ما يسمع صوته مغنيا في التسجيلات الدعائية للقاعدة التي تظهر لقطات من هجماتهم وللشهداء وأكد مسؤولو أمن يمنيون للأسوشيتد برس أنه يعمل في فرع الإعلام بالقاعدة في جزيرة العربوتقول الحساني إن الحبيشي جهادي قديم حارب في البوسنة في التسعينيات، وهو رجل كتوم لا يفضل أن تلتقط له صور وعرضت بعض الصور له، منها صورة زفافهما التي يظهر فيها متجهما، وعلقت قائلة لم يكن سعيدا لالتقاط أمي صورة لهلكنه كان لطيفا للغاية ومقنعا عندما كان يتحدث للشباب والمراهقين الذين كان يرغب في تجنيدهم، بحسب الحساني، وتضيف إنه في إحدى المرات استخدم الحبيشي المال الذي حصل عليه من أجل شراء سيارة ومنزل ليمني فقد كلا ساقيه أثناء القتال في صفوف المتشددين في العراق على العكس من ذلك كان في المنزل مسيئا لها ولأطفالها وكان يضربهم وعقب طلاقها منه أجبرها أشقاؤها على تسليم حضانة ابنيها له لفترة، وخلال تلك الفترة قال لها الحبيشي إنه كان يحرق نجلها الأصغر حمزة بالثقاب في إطار تعليمه قضاء حاجته، وأظهر لها صورا لآثار الحروق على جسد الصغير وتقول إنها تلقت أنباء من أسبوعين عن تواجده في سوريا حاليا.
تابعت الحساني كيف إستطاع زوجها تجنيد أشقاءها الثلاثة بندر وعبد الله وعبد المجيد. اعتقل الأمن السياسي بندر، الذي يكبر الحساني بسبع سنوات، لمدة عامين وعندما غادر السجن في 2٠٠6 كان قد أصبح أكثر التزاما دينيا، بعد اختلاطه بالمتشددين الذين سجن معهم وخلال السنوات التالية انخرط مع عناصر القاعدة، وطاردته قوات الأمن، وحاولت تجنيده مخبرا لها. في 2٠٠9 اعتقل شقيقها الآخر عبد المجيد، الذي كان في السادسة عشرة من عمره حينئذ وسجن لثلاث سنوات مع متشددين. في الوقت ذاته تقريبا اختفى شقيقها الثالث عبد الله الذي يصغرها بعامين من المنزل للانضمام للقاعدة.وعندما بدأت الثورة ضد صالح في 2٠11 غادر بندر المنزل متوجها الى مأرب الجبلية وسط البلاد للانضمام بدوره لمقاتلي القاعدة. في العام التالي خرج عبد المجيد من السجن، وأصبح الشقيق الأصغر الذي كان يحب الرقص كمراهق شابا مليئا بالمرارة.
وتقول الحساني تحدث فقط عن رغبته في تفجير نفسه وسط جنود يمنيين وناشدته شقيقته البقاء بالمنزل، لكن بعد ثلاثة أيام غادر عبد المجيد إلى مأرب للانضمام إلى شقيقه، ومن هناك توجه إلى محافظة الجوف القريبة للتدرب في معسكرات القاعدة.قتل بندر في ضربة طائرة بدون طيار في مأرب في 2٠ يناير كانون ثان 2٠13، وفي اليوم التالي قتلت ضربة في الجوف عبد المجيد وأكد مسؤولون أمنيون ظروف مقتلهما للأسوشيتد برس. التقت الحساني شقيقها عبد الله مرة واحدة قبل مقتله في 2012 فقد سافرت ووالدتها تسع عشرة ساعة لزيارته في قرية قرب جعار، إحدى مدن الجنوب التي استولت عليها القاعدة وكان عبد الله قد توجه إلى هناك للمساعدة في تمريض المقاتلين الجرحى.
بقيت الحساني هناك ليومين، قضت معظمها في الجدال مع شقيقها، وحاول عبد الله تجنيدها، وعرض عليها مقاتلين للزواج بحيث تصبح بدورها مجاهدة تقوم بأعمال الطبخ والنظافة للمقاتلين لكنها ردت عليه بأن القاعدة تسيئ للإسلام وأن مقاتليها يقطعون أيدي اللصوص وينفذون أحكام الإعدام في أشخاص دون ان يتبينوا إن كانوا بالفعل مذنبين أم لا.وحاول عبد الله إقناعها بالجهاد، وأبلغها ان المقاتل يموت مبتسما لعلمه أنه سيدخل الجنة، وأنه كثيرا ما تظهر تسجيلات مصورة وصور جثث الشهداء وجوههم المبتسمة لكن الحساني قالت فقط يصيبني الاكتئاب عندما أرى تلك التسجيلات.
وكان ذلك أول لقاء لهما منذ ثلاث سنوات، إلا أنه كان فاترا ووبخها عبد الله لعدم ارتدائها قفازا وعدم تغطية عيونها، رغم ارتدائها النقاب، وتقول في كل مرة كنت أحاول فيها احتضانه كان يبتعد عني، وكأنه يتبرأ مني ومن معتقداتي. وخلال أقل من أسبوع من عودتها إلى صنعاء، قتل عبد الله في قتال مع قوات الأمن.