الفلوجة، العراق، 22 فبراير 2014، وكالات –
أعلنت وزارة الدفاع العراقية تعليق العمليات العسكرية في مدينة الفلوجة لمدة ثلاثة أيام, وأوضحت الوزارة في بيان لها أن قرار تعليق الضربات الجوية جاء استجابة لدعوات رجال دين وشيوخ عشائر وضباط من أجل حقن الدماء في المدينة.
وحذرت الوزارة تنظيم داعش من إستغلال فترة توقف العمليات التي تنتهي الإثنين المقبل للاعتداء على القوات المسلحة والمواطنين ومنشآت الدولة والمستشفيات.
وأدت الأحداث الأخيرة في الفلوجة والرمادي التي إستطاع مسلحو داعش السيطرة على أجزاء من هاتين المدينتين الى نزوح الاف نحو محافظات أخرى في البلاد.
واوضحت الوزارة في بيان انه “تم ايقاف العمليات العسكرية التي تتخذ نحو اهداف منتخبة للمجاميع الارهابية لمدينة الفلوجة ولمدة 72 ساعة اعتبارا من مساء الجمعة (امس) ولغاية يوم الاثنين” المقبل.
وتابعت “نؤكد اننا سنتابع ونرصد تلك التحركات الشريرة وسيكون الرد قاسيا وعنيفا”. كما جددت وزارة الدفاع مطالبة اهالي المدينة الواقعة في محافظة الانبار على بعد 60 كلم فقط غرب بغداد ب”العمل على عزل التنظيمات الارهابية وطردها من مدينتهم”.
ومنذ بداية العام الحالي، يسيطر مقاتلون مناهضون للحكومة ينتمي معظمهم الى تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، احدى اقوى المجموعات الجهادية المسلحة في العراق وسوريا، على الفلوجة وعلى اجزاء من الرمادي (100 كلم غرب بغداد) المجاورة.
وتتريث القوات العراقية في مهاجمة الفلوجة وتفرض عليها حصارا تتخلله ضربات جوية وقصف لمواقع المسلحين، الا انها تخوض معارك في بعض مناطق الرمادي بهدف استعادة السيطرة الكاملة على هذه المدينة اولا.
وتشكل سيطرة التنظيمات الجهادية على مدينة الفلوجة خصوصا حدثا استثنائيا نظرا الى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الاميركية في العام 2004.
وكان الهجوم الاميركي الاول الذي هدف الى اخضاع التمرد السني في المدينة، شهد فشلا ذريعا ما حول الفلوجة سريعا الى ملجأ لتنظيم القاعدة وحلفائه الذين تمكنوا من السيطرة وفرض امر واقع فيها.
وقتل في المعركة الثانية نحو الفي مدني اضافة الى 140 جنديا اميركيا، في ما وصف بانها المعركة الاقسى التي خاضتها القوات الاميركية منذ حرب فيتنام.