دمشق، سوريا، 22 فبراير، (محمّد صلاح الدين، أخبار الآن)
على الرغم من سوء الوضع الأمني والمعيشي في سوريا إلّا أنّ السوريين لا يفوتون أي فرصة تخرجهم مما هم فيه من هموم الحياة و ضغوطها.
هذه المرّة وجدوا الفرصة مواتية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مستغلّين ما يحدث في أوكرانيا ليسقطوا تجاربهم الكثيرة في الثورة السورية على الثورة الأوكرانيّة التي اشتعلت قبل أيام ضدّ حكومة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش فأنشؤوا مجموعة عامة على الفيسبوك بعنوان ” وجّه نصيحة لثوّار أوكرانيا ” ضمّت آلاف الأعضاء بينهم إعلاميون ونشطاء معروفون، تتناول معظم منشوراتهم في المجموعة أكثر تفاصيل الثورة ألماً وفكاهة وتركّز على سياسيين ورجال دين ونشطاء محليين.
ويرى أبو الهمايم صاحب الأسم Lightning Luster ومنشئ المجموعة أنّ الفكرة نتجت بعد عدة منشورات لأصدقائه تحدّثت عن الوضع في أوكرانيا، يضيف أبو الهمايم: “خطرتلي فكرة المجموعة خصوصاً أنّ لي تجربة سابقة في العمل بصفحات ثوريّة ناقدة، تواصلت مع أحد الأصدقاء فصمّم لي غلاف المجموعة وانتقلت بالفكرة إلى حيّز التنفيذ، بالنسبة لي كان الهدف هو خلق جو من الفكاهة نتحدث من خلالها عن ما يمكن ان أُسميه (أخطاء وعثرات في الثورة السوريّة)، أعتقد أنّ المجموعة نجحت بالوصول إلى هدفها خلال فترة قياسية والدليل على ذلك هو آلاف الأعضاء وآلاف المنشورات”.
بالمقابل يرى السيد هشام منوّر عضو رابطة الصحفيين السوريين أنّ المجموعة تعتبر مساحة للحراك الشعبي في سوريا للتنفيس عن الهموم وممارسة نوع من الكوميديا السوداء من خلال توجيه نصائح للاوكرانيين لتجنب ما حدث مع الثوار في سوريا مع نظام الأسد، السوريون يرون أنّ هناك تشابهاً بين الثورتين من حيث تأييد الغرب للمتظاهرين، وتأييد وروسيا للنظام الاوكراني بالرغم من الفروق الشاسعة عملياً بين الثورتين، وأعتقد أن ّالثوار يمارسون نقداً ذاتياً أكثر منه توجيه نصائح للشعب الاوكراني، والمشاركة في هذه الفعالية شخصية وعامة في نفس الوقت … وربما أراد بعضهم توجيه رسائل خفيّة أو من خلف الستار لبقية مكونات الثورة السوريّة”.
أمّا عمّار صاحب الاسم Ammar Na فيتحدّث عن السبب الذي دفعه للمشاركة و الكتابة في هذه المجموعة قائلاً: “نسعى من خلالها إلى نقل تجربة الثورة السورية الى كل من يحتاجها، إذ إنّها تستحق المتابعة والتدريس حتى لو لم يطلبها منا أحد .. و هي ابداً لست للترويح عن النفس – بالنسبة لي على الاقل – أما ما نكتب و نوجهه بالكتابة فهو يحمل في طياته تجارب خاصة شخصية وأخرى عامة .. هناك أمور كثيرة قد تكون تفاصيل دقيقة يراها بعض الناس لا تستحق الذكر إلا إنّها مهمة، و لم تكتب أو تطرح حتى الآن، مثال ذلك الاستفادة من المثقفين والرموز الفكرية وتشجيعها على عدم مغادرة البلد مهما كانت الظروف، و توثيق كل صغيرة وكبيرة وجعل القيادات من الداخل وفي الداخل ومقاطعة اي اجتماع دولي – من البداية – لا يلبي مطالب الثورة، والاهم من ذلك كلّه الانتباه الى المتسلقين والوصوليين وحصر الأهداف بالمعلن عنها وأهمها الحرية و زيادة هوامش حرية التعبير”.
–