دمشق، سوريا، 21 فبراير، (آية الحسن، خاص أخبار الآن)

 بعد كل أشكال التعنيف التي اختبرتها قوات النظام مع الشعب السوري على مدى ثلاث سنوات وبعد ما شهده وضع قوات النظام من تخلف عدد كبير من الشباب عن أداء الخدمة العسكرية ورفضهم القتال إلى جانب قوات الأسد. اليوم يختار النظام لكي يجبر المدنيين على الالتحاق بالقتال حجج مناطقية وطائفية عن طريق زرع سماسرة حرب موثقين يعملون على جذب الشباب الراغب بحمل السلاح والحصول على هوية أمنية.

 كيف تتم الصفقات ؟

الصفقة تقوم على عامل جذب وإغراء يقدمه السمسار للزبون ليقنعه بضرورة التطوع والقتال إلى جانب الجيش في بعض المناطق ليس دفاعاً عن عقيدة ما أو مبدأ ما، بل لتحسين صورة الجيش أمام سكان المنطقة المراد التوجه إليها، ويعني هذا بأن النظام يكون قد ارتكب المجازر في هذه المنطقة التي يريد أن يحشد قواته مرة أخرى إليها ليقنع الناس بأنه المحارب الأول للإرهاب في العالم. السمسار (أبو باسل) عقيد شرف في الحرس الجمهوري، قبل الثورة كان يعمل سائق سيارة أجرة عمومية ومع بدايتها أصبح يعمل في نقل الشبيحة إلى أماكن المظاهرات، وبعد أن أثبت جدارته وتفانيه منحته قيادة الحرس الجمهوري رتبة عقيد شرف شكراً له على أعماله البطولية. مهمة أبو باسل اليوم إقناع عدد من الشباب وشرط العمر غير مهم فالمجال مفتوح للمراهق والمسن شرط أن يكون لديهم رغبة بالتسلح ومقتنعين بعقيدة قوات النظام.
وبعد جلسة غسيل دماغ لزبونه يعطي أبو باسل موعداً في مكان وزمان محددين وينقله إلى قيادة الحرس حيث يتم أهم جزء من الصفقة وهو التورط، تسحب الهويات المدنية من المتطوعين ويمنحون الهويات الأمنية بالإضافة لسلاحهم وذخيرتهم. 

 ماذا حدث داخل قيادة الحرس الجمهوري 

(ب.م) شاب من مدينة النبك وواحد من الزبائن الذين تمت معهم الصفقة وفي المرحلة الأخيرة قرر أن يرفض ويتراجع وعلى ذلك بقي ثلاثة أيام قيد الاعتقال لشكهم بأنه خائن وعميل، روى لنا (ب.م) كل ما رآه وما كان متفقا عليه، حيث كان من المقرر أن تكون الوجهة مدينة النبك التي ارتكب فيها النظام أبشع مجازره على الإطلاق. وعلى غير العادة لم تكن الأقليات هي الفئة المستهدفة فقد اختار السمسار لهذه العملية شبابًا من ريف دمشق ومن مدينة النبك تحديداً وأخبرهم بأن عليهم أن يساعدوا الجيش في عملياته وهذه مهمتهم الوطنية وواجبهم الأخلاقي. مما زاد الحماس لدى الشباب وأبناء مدينة النبك تحديداً. وما حدث داخل مبنى قيادة الحرس الجمهوري مختلف تماماً ومناقض لبنود الصفقة التي تمت بين السمسار والزبائن، فبعد أن وصل الطعم وتم نقل الشباب واستقبالهم من قبل ضابط أمن الحرس الجمهوري أُرسلوا إلى جوبر ليقفوا على الخط الأمامي للمعركة قبل قوات جيش النظام والأمن بحجة أن الذي يريد أن يحمي وطنه ويدافع عنه يجب أن يذهب إلى أي مكان فيه خطر ويساعد الجيش بكل ما يملك من قوة وعزيمة والمكان والزمان غيرا مهمين، وألقى الضابط على مسامع الشباب كثيرًا من الشعارات والعبارات الوطنية التي يسمعها النظام للشعب، مما أثار غضب عدد من شباب مدينة النبك والذين جاءوا ليحموا مدينتهم فقرروا الرحيل وترك المهمة، وبالتأكيد لم يكن التراجع بالأمر السهل فقد تم سوقهم للتحقيق واتهموا بالخيانة.

 

تعددت الطرق وإرهاب الأسد لم ينضب بعد، فلديه كثير من الطرق التي يجذب بها الناس ويجبرهم على القتال إلى جانبه، والكثير من الطرق التي يقنع بها الناس بأن الثورة حرام والثائر إرهابي فمن التجييش الطائفي والمناطقي إلى السمسرة والمتاجرة الرخيصة.