درعا، سوريا، 21 فبراير، (براء عمر، أخبار الآن) –
مع تصاعد وتيرة قصف النظام على قرى حوران بالبراميل المتفجرة والمدافع والراجمات ، اضطر أهالي المدينة إلى النزوح هربا من الموت إلى ريف درعا ، التقرير التالي يلقي الضوء على معاناة النازحين ، وتأمين احتياجاتهم خاصة مع ازدياد أعدادهم يوما بعد يوم .
تغريبةُ الشعبِ السوريِّ، هذا ما يحصلُ في القرنِ الواحدِ والعشرين بشعبٍ لم يطالب إلا بأبسطِ حقوقهِ ، ألا وهيَ الحرية التي حرمَ منها الشعبُ السوريُّ على مدى أربعينَ عاماً ؛ ها هوَ أبو حمزه يعيشُ مأساةَ النزوحِ ولكنْ داخلَ الأراضي السوريةِ وتحتَ رحمةِ نظامٍ لا يرحمُ.
أبو حمزه وهو نازح من ريف درعا يقول : “نحنا جئنا من قرى حوران بسبب القصف والبراميل والطيران على القرية ، خرجنا بملابسنا كما هي ؛ والمزارع كما ترى لا يوجد فيها أكل ولا فيها شرب ولا فيها أي شيء من مقومات الحياة ؛ إذا أردت أن آتي بالمياه لي ولأولادي يجب أن أقطع عشرة كيلومتر ، والذين في الخارج لا يحسون بنا ، المجتمعين في جنيف لا ينظرون إلينا ، والناس والبشر كلها عالقة بين المزارع ولا تستطيع الرجوع بسبب القصف والبراميل والموت ، القرية خالية من السكان” .
وتبقى مسألةُ اللاجئينَ العالقينَ على الحدودِ السوريةِ الأردنيةِ مشكلةً بلا حلٍ ؛ هنا في البلداتِ الحدوديةِ في المنطقتينِ الشرقيةِ والغربيةِ من درعا ، أعدادٌ كبيرةٌ منَ النازحينَ قدموا من مناطقَ سوريةٍ عدةٍ ؛ يعاني هؤلاءِ خطر المرور على معبر رويشد الواقع في محافظة السويداء الخاضعه لسيطرة النظام وهو مايهدد كل من يفكر بالعبور بالاعتقال .
أبو قاسم – المسؤول عن اللاجئين على الحدود يقول : “لدينا مشكلة كبيرة جداً ، هناك أناس من حمص يأتون إلى نصيب بيرجعو يطلعو من حمص على معبر الرويشد ، بيجي مسافة 300 كم برجع مسافة 250 كم تا يفوت على حمص .. وبضطر يعبر من السويداء بوجود اللجان الشعبية ويتعرضوا للإهانة والإساءة وأحياناً الاعتقال وقد أنشئوا معسكراً لاعتقال اللاجئين في السويداء .. إهانة كبيرة جداً جداً والعالم جاية هربانة بملابس أبو بدون ملابس أحياناً في أطفال بدها فطور وبدها غدا وبدها عشاء عم نجيب مصاري ونقدم الإغاثة .. والله العظيم والله العظيم مديونين”.
ومعَ العجزِ الواضحِ للأممِ المتحدةِ في إيجادِ حلِّ لهذهِ المأساةِ يتخذُ هؤلاءِ اللاجئينً من ظلالِ الأشجارِ مرقداَ لهمْ ولأطفالهمْ يراقبونَ بيأسٍ مصيرهمُ المجهول.
لاتزال مأساة اللاجئين العالقين على الحدود السورية الاردنية الشغل الشاغل الذي يؤرق الهيئات الاغاثية والثورية مع مطالب متكررة بفتح أبواب اللجوء أمام العائلات الهاربه من بطش نظام الاسد.
* المتحدثون :
أبو حمزة – نازح من ريف درعا
أبو قاسم – المسؤول عن اللاجئين على الحدود السورية الأردنية