بغداد ، 19 فبراير 2014 ، وكالات –

انفجرت 17 سيارة مفخخة في العراق بين مساء الاثنين وظهر الثلاثاء حاصدة ارواح العشرات من المدنيين، وسط صمت حكومي وعجز رسمي عن وقف التدهور الامني الذي تعيشه البلاد منذ عشرة اشهر.              

وبعد ليلة دامية في بغداد قتل فيها 16 شخصا في انفجار اربع سيارات مفخخة، شهد العراق اليوم تفجيرات مماثلة خلفت 33 قتيلا على الاقل.ولم تتبن اي جهة هذه الهجمات التي عادة ما يبادر في وقت لاحق تنظيم داعش  إلى تبنيها، وقتل اكثر من 480 شخصا في اعمال العنف اليومية في البلاد منذ بداية شباط/فبراير الحالي، بحسب مصادر امنية وطبية، فيما قتل اكثر من 1460 شخصا في هذه الاعمال منذ بداية العام الحالي.

ويغرق العراق منذ نيسان/ابريل العام الماضي في دوامة عنف غير مسبوقة منذ النزاع الطائفي المباشر بين السنة والشيعة بين عامي 2006 و2008، تعكس تدهورا امنيا كبيرا بلغ حد العجز عن استعادة اجزاء من ناحية استراتيجية يسيطر عليها مسلحون منذ ايام.                            

ورغم ذلك، لا يبدي الشارع العراقي ردة فعل استثنائية على التفجيرات التي تشمل السيارات المفخخة، والاحزمة والعبوات الناسفة، والهجمات المسلحة، والتي تشكل كابوسا يومياً بات العراقيون مضطرون “للتعايش” معه، في حين يتجه الاعلام الرسمي والخاص غالبا إلى تجاهلها.              

وقال مصور صحافي يعمل في بغداد رفض الكشف عن اسمه لفرانس برس تعليقا على هجمات الامس واليوم “نحن دائما متأهبون للتوجه إلى مواقع التفجيرات. اذا لم تقع تفجيرات يومية، نشعر ان هناك امرا غريبا، حتى أننا قد نشعر بالملل”.              

ويضيف “بات الأمر وكأنه اعتيادي”. وفي تفاصيل هذه الهجمات، قال ضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية ان خمسة اشخاص قتلوا واصيب 12 بجروح في انفجار سيارتين مفخختين صباح اليوم في منطقة البياع في جنوب بغداد.              

وانفجرت في وقت متزامن سيارة ثالثة في حي الاعلام القريب من البياع ما ادى الى مقتل شخصين واصابة ثمانية بجروح، وفقا للمصدر ذاته، وسيارة رابعة في منطقة الشرطة الرابعة (جنوب) قتل فيها شخصان واصيب خمسة بجروح.              

كما انفجرت سيارة مفخخة خامسة في منطقة حي العامل (جنوب) قتل فيها شخص واحد على الاقل واصيب خمسة بجروح. واكد مصدر طبي رسمي حصيلة ضحايا هذه الهجمات. وبعد وقت قصير من هذه التفجيرات، قتل تسعة اشخاص على الاقل واصيب 54 بجروح في انفجار خمس سيارات مفخخة في وسط مدينة الحلة (95 كلم جنوب بغداد) وقضاء المسيب في محافظة بابل، بحسب ما افادت مصادر في الشرطة ومصادر طبية.              

واوضحت المصادر لفرانس برس ان ثلاث سيارات مفخخة انفجرت بين الساعة 11,45 (08,45 تغ) والساعة 12,00 (09,00 تغ) في ثلاثة شوارع في مركز الحلة، ما ادى الى مقتل خمسة اشخاص واصابة 22 بجروح.  كما انفجرت سيارة رابعة في قضاء المسيب في بابل ايضا على بعد نحو 40 كلم جنوب بغداد، ما ادى الى مقتل نقيب في الشرطة واصابة 23 شخصا بجروح، وانفجرت سيارة خامسة في الاسكندرية (60 كلم جنوب بغداد) قتل فيها ثلاثة اشخاص واصيب تسعة بجروح.               

وشهدت بغداد ليلة دامية مساء الاثنين حيث قتل 16 شخصا واصيب العشرات بجروح في انفجار اربع سيارات مفخخة في عدة مناطق، بينها حي اور في شمال العاصمة حيث قتل سبعة اشخاص، ومنطقة الكرادة (وسط) حيث قتل سبعة اشخاص ايضا.              

وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، قتل جنديان وثلاثة عناصر من الشرطة في هجمات متفرقة في المدينة ومناطق قريبة منها، بحسب ما اعلنت مصادر امنية وعسكرية وطبية.في هذا الوقت، لا يزال مسلحون مناهضون للحكومة يسيطرون منذ فجر الخميس الماضي على اجزاء من ناحية سليمان بيك (150 كلم شمال بغداد) الاستراتيجية الواقعة على الطريق الذي يربط بغداد بشمال البلاد.              

وقال مدير الناحية طالب البياتي لفرانس برس اليوم “وصلت قوة اضافية من الجيش تشمل الدبابات. ننتظر دخول هذه القوات الى المناطق التي يسيطر عليها المسلحون لنرى النتائج”.وجاءت سيطرة المسلحين على ناحية سليمان بيك وهي المرة الثانية بعد نيسان/ابريل الماضي، في وقت لا تزال فيه مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) وبعض مناطق الرمادي (100 كلم غرب بغداد) تخضع لسيطرة مسلحين مناهضين للحكومة ايضا وذلك منذ بداية العام.              وتسببت سيطرة المسلحين الذين ينتمي معظمهم الى “الدولة الاسلامية في العراق والشام” على الفلوجة وبعض اجزاء الرمادي بمعارك دفعت بمئات الالاف من سكان محافظة الانبار الى النزوح عنها.              

وقد اعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق الثلاثاء ان اكثر من الف طفل في المناطق المحاصرة من قبل القوات الحكومية والتي تخضع لسيطرة المسلحين المناهضين لها بحاجة الى مساعدة فورية.