سوريا , 18 فبراير 2014, وكالات –

قصّةٌ مؤثرةٌ عاشها الطفل السوري مروان ابن الأربعة أعوام، حيث وجده عمّال تابعون للأمم المتحدة، وحيدًا، وهو يعبر الصحراء الأردنيّة، المحاذية للحدود السوريّة، في محاولةٍ منه لإيجاد والديْه.

الطفل الذي كان يحمل بيديه كيسًا بلاستيكيًّا واضعًا بعضًا من أغراضه فيه يوم الأحد الفائت، كان يحاول عبور الصحراء وحيدًا، فساعده عمّال مفوّضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقد أكّد أحدهم أنّهم تمكّنوا فيما بعد من إيجاد والدته ولمّ الشمل بعدما كانا افترقا بسبب الفوضى التي تحصل أثناء عبور الحدود.

قصّة مروان، ليست الوحيدة، فعدد كبير من الأشخاص يعبرون الحدود ويجولون في الصحراء بحثًا عن ملجأ يتلطّون خلفه من نار الحرب الدائرة في سوريا، منذ ما يُقارب الثلاث سنوات. وهذه القصّة لن تكون الأخيرة، وربّما لن تكون دائماً نهايتها سعيدة بلمّ شمل العائلة. 

ونشر أندرو هاربر وهو موظف في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، صورة مروان على حسابه على تويتر يوم الأحد وأكد بعدها أنه جرى لم الشمل الطفل مع عائلته وتبين أنه افترق عنها لفترة وجيزة خلال مرحلة عبور الحدود الأردني. وكان هاربر قد التقط صورة الطفل خلال توثيقه لتدفق اللاجئين الذي لم يتوقف منذ أيام بعد أن لقي أكثر من 130 ألف شخص مصرعه في الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ويتواصل تدفق اللاجئين السوريين بسبب تردي الأوضاع واحتدام القتال في مناطق مختلفة في سوريا خاصة في الشمال والجنوب ويستضيف الأردن بحسب التصريحات الرسمية ما يقدر بـ مليون و300 ألف لاجىء سوري، منهم (650) الفا يقيمون في معسكرات اللاجئين والبقية يعيشون بين الأردنيين في مختلف مناطق البلاد.

أما في الشمال فقد أشارت الأمم المتحدة أن ما يزيد عن 20 ألف لاجئ سوري وصلوا تركيا منذ بداية 2014، وقد أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي أن ما يزيد عن 20 ألف لاجئ سوري وصلوا إلى تركيا منذ بداية العام 2014 ويُعد ذلك أكبر تدفق للاجئين منذ مطلع عام 2013، ويضيف البيان أنه ‘منذ الأيام الأخيرة الماضية، يصل أكثر من 500 شخص يومياً عبر نقاط العبور الرسمية، ويصل العدد في بعض الأحيان إلى ألف وألفي شخص في اليوم’.
وذكر البيان أن ‘هذا التدفق الجديد يبدو مدفوعاً بصورة جزئية بما أوردته الأنباء من تصعيد سريع للقتال على طول الحدود ، وخاصة في حلب والمناطق المحيطة بها، فضلاً عن الصراع بين الفصائل المتنازعة’.
وقال إن ‘نحو ثلث الواصلين في موجة التدفق الأخيرة أي نحو 7 آلاف شخص يعيشون في المخيمات’.’
وذكر البيان أن ‘المفوضية تواصل توجيه نداءات إلى الدول المحيطة بسوريا لإبقاء حدودها مفتوحة أمام اللاجئين الفارِّين من النزاع في سوريا’.