دمشق، سوريا، 18 فبراير، (محمّد صلاح الدّين، خاص أخبار الآن) –

يلحظ المراقب القريب من اللواء 155 في القطيفة شمال العاصمة السورية دمشق والمسؤول عن إطلاق صواريخ سـكود أن اللواء بات أكثر نشاطاً في إطلاق الصواريخ في الآونة الأخيرة دون أن يتم رصد أو تسجيل إصابات يسبّبها سقوطها وانفجارها في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في مدن الشمال والشرق السوري.

يقول المقدّم العامل في إدارة الصواريخ “أبو سليمان” في تصريحات خصّ بها أخبار الآن إنّ عملية الإطلاق التي وصفها بـ” العشوائيّة” تأتي على خلفيّة أوامر أصدرها اللواء طاهر حامد خليل مدير إدارة الصواريخ لإتلاف ما تبّقى من مخزون صواريخ الـسكود والتي لم يبقَ منها إلّا أربعون صاروخاً جاهزاً للإطلاق (فنيّاً) .

وعن الأسباب التي دفعت قوات النظام لاتّخاذ مثل هذا القرار قال أبو سليمان: “القرار سياسي أكثر مما هو عسكري، على ما يبدو فإنّ صفقة جديدة أبرمها النظام مع المجتمع الدولي في ظلّ الضغوطات التي يتعرّض لها بشأن عملية تسليم السلاح الكيماوي، اقتضت التخلص من سلاحٍ استراتيجي آخر وهو صواريخ السكود، لذلك كان لا بدّ للنظام من إطلاقها باتجاه الصحراء السوريّة خصوصاً أنّه لم يعد بحاجة إليها مع استخدامه للبراميل المتفجّرة التي تعطيه نتائج أكثر فاعلية على الأرض و لا يحتمل بسببها ضغوطاً كالتي يتعرّض لها من استخدم صواريخ السكود.

من جهته أكّد عميدٌ في جهاز الاستخبارات السوريّة فضّل عدم الكشف عن هويته ما ورد على لسان المقدّم “أبو سليمان” و قال إنّ الأمر لا يتعلق فقط باللواء طاهر خليل، بل يتعلق بضغوطات شديدة تنفذّها القوى الدوليّة على النظام السوري عبر الحليفة روسيا التي تعطي الأمريكيين تعهدّات وتطلب إلى الحكومة السورية تنفيذها، و بدورها لا تستطيع الحكومة الوقوف بوجه حليفتها التي لطالما ساندتها في المحافل الدوليّة .

يضيف العميد : ” هذا الاتفاق فرضته روسيا علينا خلال مباحثات جنيف، أبلغـَنا الوفد الرسمي بالطلب الروسي، كنّا أمام خيارين إمّا رفض الطلب و مجابهة المجتمع الدوليّ بكلِّ أقطابه، أو تقديم تنازل مقابل الحفاظ على الدعم الروسي لنا، نحن نعلم أنّ الأمريكيين لن يتأخّروا بطلب مزيد من التنازلات، ولكن لا يمكننا محاربة العالم أجمع، هذه لعبة السياسة الدوليّة شيء مقابل آخر”.