دمشق، سوريا، 18 فبراير، (آية الحسن، أخبار الآن) –
أعرب عدد من المعتقلين السابقين لدى قوات النظام عن سخريتهم مما دار حوله النقاش في مؤتمر السلام في سوريا جنيف 2 الذي انتهت جولته الثانية من دون نتائج تذكر، وخاصة البند المتعلق بالإفراج عن المعتقلين، رادين سخريتهم لسبب بسيط وهو أعداد المعتقلين الخيالية وانفصال مرجعيات أفرع الأمن السورية.
صور صيدنايا
على اعتبارها القضية الأولى في ملف المعتقلين السوريين، والتي صرحت كبريات وسائل الإعلام عنها أنها الحادثة التي فاقت معتقلات النازية وحشية يقول لنا م.م الدكتور الجامعي الذي قضى أكثر من أربعة أشهر في معتقلات النظام “خمس وخمسون ألف صورة لإحدى عشر ضحية قضوا تحت التعذيب في سجن صيدنايا المركزي سربها مسؤول التصوير بعد هروبه من الأمن العسكري. قضية بهذا الحجم لم تحرك الرأي العام العالمي إلا إعلاميا ولم تجعله يلتفت لموضوع المعتقلين بشكل جدي على الرغم من إثارة القضية قبل جنيف 2 بيوم واحد، إذا كيف لهذا المؤتمر أن يحرر المعتقلين؟” بهذا التحليل المبسط والسؤال الحازم يتركنا الدكتور أمام حيرة كبيرة.
عائق الإعدامات والمفقودين
ترى عبير المعتقلة السابقة لدى الأمن العسكري أن جنيف 2 لم يستطع كشف اللثام عما لا يعرفه من هم خارج المعتقلات وأهمه الإعدامات الجماعية والشهداء تحت التعذيب: “كانوا كل ما ياخدونا عالتحقيق نودع الغرفة بنظرنا لإنو احتمال إنو ما نرجع، وحتى لما كنا بغرفنا، كنا نسمع أصوات الشباب وهنن عميتعذبوا وبعدين يسكت الشب فجأة نعرف إنو ممكن يكون غمي والاحتمال الأكبر إنو يكون مات”. أما ضرار فيخبرنا عن الإعدامات بشكل أوضح: “بالأول كانوا هنن يرحلو الجثث، ولما لاقوا هالقصة بتصلح تكون عقوبة، عملولنا سهرة ترحيل الجثث عالسيارات، مو بس ناس كانت تموت تحت التعذيب أثناء التحقيق، لا وكمان في ناس كانوا يعدموهن دغري وأعدادهن كبيرة”. ويرى معظم المعتقلين السابقين أن أي تسوية ستتم بموضوع المعتقلين ستكشف اللثام عن أناس قضوا ولم يعلم ذووهم بالأمر والنظام ليس مستعدا لذلك.
كل فرع دولة
كي يتمكن الأسد الأب من حكم سوريا من دون أن ينقلب عليه أحد جعل الأفرع الأمنية معزولة عن بعضها البعض ولا يعلم بأمر أحدها سواه عبر تقارير تصله من رؤساء هذه الأفرع، أما بشار فقد عرف السوريين عنه أنه لا يستطيع أن يدير أمور “الحرس القديم” كما يطلق عليهم السوريون وهم جماعة أبيه، لذلك فقد أصبح كل فرع دولة مستقلة يحكمها رئيس الفرع، تدور هذه الأفرع في فلك بشار الأسد ولا سلطة لأحد عليها، وهذا ما أشيرَ إليه مرارا وتكرارا بأن ممثلي النظام في جنيف لا يستطيعون فرض قراراتهم على رؤساء الأفرع الأمنية وبرز هذا جليا في إدخال المساعدات الإنسانية إلى حمص المحاصرة، إذ أعاق المسؤولين الأمنيون قرارات جنيف دونما رادع.
يقول نذير: “بالفرع كنا أرقام، وممنوع تقول إسمك، وبفروع تانية كان في أسماء وهمية، يعني الداخل مفقود والخارج مولود، وما في أي واسطة أو رشوة ممكن تنقذك من اللي انت فيه غير رئيس الفرع نفسو، رئيس فرع تاني ما بيقدر يعملك شي بالعكس بيعطل عليك طلعتك لأنو رؤساء الأفرع الأمنية متل ما معروف للكل ما بيطيقو بعض”.
على كل التشاؤم الموجود لدى المعتقلين السابقين، والمرارة التي يروون بها قصصهم إلا أن الجميع يتمنى أن يتخذ العالم موقفا صارما ضد نظام الأسد يجبره على الأقل أن يفرح قلوب أمهات المعتقلين الكثر.