دمشق، سوريا، 13 فبراير، (سوزان أحمد، أخبار الآن) –

استفزت ظاهرة المسيرات المؤيدة لنظام الأسد والتي اجتاحت أحياء العاصمة دمشق مؤخراً سكان هذه الأحياء الثائرين والنشطاء الذين وصفوها بـ “المُسيَّرات”.

فقد شهدت عدة أحياء في دمشق مثل المزة والزاهرة والبرامكة وكفرسوسة ونهر عيشة الأسبوع الفائت مسيرات مؤيدة لنظام الأسد، شارك فيها العشرات ممن هتفوا للوطن وبشار الأسد وحيوا جيش النظام بحسب ما أفادنا ناشطون.

ويرى جواد الكفرسوساني أحد سكان حي كفرسوسة المعروف بأنه من أوائل الأحياء الثائرة في دمشق، أن المسيرتين اللتين خرجتا في الحي مستفزتان وتأتيانبصيغة التحدي لأهالي الحي الذين قدموا عددا كبيرا من الشهداء والمعتقلين خلال الثورة السورية.

ويصف الكفرسوساني بصوت متهدج شعوره لدى مشاهدة مسيرة كفرسوسة: “لم أحتمل سماع هتافات الشبيحة ورؤيتهم يرقصون في ساحة الشهداء التي شهدت أكبر مظاهرات وتشييعات لشهداء الثورة، وتراءت أمامي صور أصدقائي الذين باتوا إما معتقلين أو شهداء فغرورقت عيناي بالدمع.”

ويؤكد الكفرسوساني لأخبار الآن أن قوات النظام أرغمت أهالي الحي على المشاركة بالمسيرة فيقول: “سبق المسيرة انتشار أمني كثيف برفقة عناصر من حزب الله اللبناني بمحيط المساجد في الحي حيث أجبروا المصلين عند خروجهم من صلاة الجمعة على الانضمام إلى المسيرة، وكان هناك مخبرين يقومون بتسجيل اسم كل من رفض المشاركة أو رفع علم النظام.”

وفي حين تحاصر قوات النظام السوري مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني وقوات أبي الفضل العباس العراقية عدة أحياء جنوب العاصمة دمشق، أرغم النظام أصحاب المحال التجارية على دهن واجهات متاجرهم بالعلم السوري (علم النظام) ثم حشد قواته ومؤيديه ليصل صوت هتافهم الداعم لذلك الحصار مسامع الناس التي تموت جوعا على بعد أمتار.

من جانبه يرى عضو مجلس قيادة الثورة في دمشق منّاع أحمد، أن إجبار أصحاب المحال التجارية في دمشق على طلاء واجهات محالهم بالعلم السوري تحت طائلة التهديد بالاعتقال، والذي تلاه إرغام الأهالي على الخروج بمسيرات مؤيدة هو تحدٍ لأهالي دمشق المنخرطين بالثورة.

ويتحدث أحمد لأخبار الآن عن تحضير النظام لتلك المسيرات فيقول: “قامت اللجان الشعبية في الحي بمساعدة عناصر من حزب البعث الاشتراكي والاتحاد الوطني لطلبة سوريا بتنظيف الشوارع والأزقة ورفع أعلام النظام وأعلام حزب الله واللافتات المؤيدة على كافة مداخل ومخارج الحي قبل اليوم المحدد للمسيرة، في حين ترافقت المسيرة مع انتشار للقناصة وتواجد لسيارات الأمن.”

وعن سبب تسيير النظام للمسيرات في هذه الفترة يقول أحمد: “يُخرج النظام هذه المسيرات في محاولة منه لتلميع صورته وإيهام العالم بأنه ما يزال يتمتع بالحاضنة الشعبية في دمشق التي أضحت ثكنة عسكرية، كما أن الكثير من هذه المسيرات خرجت تحت عنوان تأييد ودعم وفده المفاوض في جنيف.”

ويضيف أحمد عن حرص النظام على تغطية هذه المسيرات إعلاميا قائلا: “ما إن يجتمع رجال الأمن والشبيحة في الساحات ويبدؤون بالهتاف تبدأ كاميرات قنوات الإعلام الموالي للنظام بالتصوير، ونلاحظ أن الشبيحة يتباهون أمام الكاميرات برفع أصواتهم وأعلامهم.”