بدأ وفدا النظام والمعارضة السوريين اليوم جلسة مشتركة هي الثانية لهما ضمن الجولة الثانية من مفاوضات جنيف-2، بحسب ما افادت الامم المتحدة، وسط تواصل الخلاف بين الجانبين حول جدول الاعمال.
قالت مصادرإعلامية إن نائب وزير الخارجية الروسية سيلتقي المعارضة السورية في جنيف اليوم. ولم توضح المصادر هدف اللقاء الذي يبدو أنه يهدف إلى إيجاد الوسائل التي تسهم بتيسير عملية التفاوض.
وافادت الامم المتحدة ان “الممثل الخاص (للامم المتحدة وجامعة الدول العربية) يلتقي هذا الصباح مع الوفدين في الوقت نفسه”.
وكان عضو الوفد المعارض بدر جاموس قال لوكالة فرانس برس “عند الساعة الحادية عشرة والنصف صباح اليوم (1030 تغ)، ستعقد جلسة مشتركة” مع الوفد الرسمي، باشراف الابراهيمي.
واضاف جاموس وهو الامين العام للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ان الجلسة ستبحث “في هيئة الحكم الانتقالية”.
واكد مصدر مقرب من الوفد الرسمي موعد الجلسة، مشددا على ان “اي جدول اعمال لم يحدد لها”.
ويشكل الخلاف حول الاعمال نقطة تباين اساسية في الجولة الثانية، اذ يشدد وفد النظام على الاتفاق اولا حول “مكافحة الارهاب”، في حين تريد المعارضة البحث في هيئة الحكم الانتقالية ذات الصلاحيات الكاملة.
وعقد الوفدان جلسة مشتركة امس، قال بعدها الابراهيمي ان البداية “شاقة” ولم تحقق تقدما.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان الوفد المعارض رفض “بشكل واضح وصريح ادراج بند الارهاب على مناقشات هذا المؤتمر (…) قالوا لا يوجد ارهاب في سوريا”.
من جهته، قال عضو الوفد المعارض لؤي صافي “من الواضح ان الفريق الآخر كان يريد التعطيل. رفضوا جدول الاعمال الذي قدمه الابراهيمي”، مشيرا الى ان الوفد الرسمي “اصر على الحديث فقط في موضوع واحد (…) هو موضوع العنف”.
وكان الابراهيمي حث الوفدين في مذكرة قبل ايام، على بحث الموضوعين “بالتوازي” في الجولة الثانية التي من المقرر ان تختتم الجمعة. واقترح في هذه المذكرة جدول اعمال من اربعة نقاط هي “انهاء العنف ومحاربة الارهاب، اقامة هيئة الحكم الانتقالية، مؤسسات الدولة بين الاستمرار والتغيير، الحوار الوطني والمصالحة الوطنية”.
وقالت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من السلطات اليوم ان وفد الائتلاف “أمضى أكثر من نصف الجلسة التي استمرت قرابة ثلاثة ساعات (…) يحاول نفي وجود تنظيمات إرهابية في سوريا، ليحمل مسؤولية كل ما يحصل من قتل ودمار للحكومة السورية”.
واضافت ان وفد المعارضة “كان عملياً يريد إنهاء الجلسة للانتقال إلى بند الحكومة الانتقالية، وهو ما وعد الإبراهيمي أن يتم مناقشتها غداً وفق جدول أعمال ابتكره وحده دون الرجوع إلى أي من الوفدين بشكل مخالف لأسس ومبادئ جنيف التي تتطلب اتفاق الوفدين على ما يتم طرحه لا أن يتم فرضه من أي جهة أو شخصية”.
ووسط هذا التباين، التقى غاتيلوف الابراهيمي صباح الاربعاء في قصر الامم، دون الادلاء باي تصريح.
ومن المقرر ان يلتقي غاتيلوف بعد ظهر اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقر اقامته في جنيف، بحسب مصدر مقرب من الوفد الرسمي.
ولم يتحدد ما اذا كان الوزير الروسي سيلتقي اعضاء من الوفد المعارض.
وبينما كان من المقرر ان يعقد الابراهيمي الجمعة لقاء ثلاثيا مع غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركي ويندي شيرمان، اعلنت الامم المتحدة اليوم تقديم موعد الاجتماع الى بعد ظهر الخميس.
واوضح الدبلوماسي الجزائري السابق امس ان هذا اللقاء دوري، ويجمع الامم المتحدة بموسكو وواشنطن اللتين بادرتا قبل اشهر بالدعوة الى عقد مؤتمر جنيف-2، سعيا للتوصل الى حل للازمة السورية المستمرة منذ منتصف آذار/مارس 2011.
وكانت روسيا اقترحت الاثنين مشاركة دبلوماسيين روس واميركيين في المفاوضات، وذلك لعقد لقاءات منفصلة او مشتركة مع الوفدين. وابدت واشنطن استعدادا لبحث الخطوة اذا كانت تساعد في تحقيق تقدم.