حلب، سوريا، 11 فبراير، (فارس الفارس، خاص أخبار الآن) –
قالت مصادر محلية في حي السبيل الخاضع لسيطرة قوات النظام في حلب لـ “أخبار الآن” إن الأخيرة شنّت حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في الحي بحثاً عن نازحين من مناطق “الثّوار” بعد قيام الطيران بإمطرها بعشرات البراميل، ما دفع بعدد من الأهالي للنزوح إلى الأحياء الّتي تسيطر عليها قوات “الأسد”.
وقالت أنسة تعمل في روضة اطفال وتقطن في الحي “حياة، أ” لـ “أخبار الآن”: “لقد فوجئت في حوالي الساعة الثالثة من ليلة الأمس بقيام، قوات الأمن بدق الباب، وعندما فتحت لهم سألوني إن كان لدي نازحين ، وعندما قلت لهم لايوجد، طلبوا مني أن أرشدهم الى بيوت الجيران ممن استقبلوا نازحين من مناطق المعارضة، متوعدين إياي بالعقاب في حال عدم الإخبار عن مكان أي عائلة نازحة”.
ووفقاً لرواية موظف في فرع عسكري فضّل عدم الكشف عن اسمه، فإن ضباط النظام أصبحوا يفاخرون في أماكن عملهم عن كيفية قيامهم بالاعتداء على النازحين القادمين من مناطق الثوار، وذلك من خلال الضرب والاعتقال.
وبحسب الموظف فإن معظم العبارات التي كان يرددها الضباط والعناصر للنازحين، تتمحور حول القناعة العمياء بوقوف عدد من الدول العربية وراء ما يحصل في سورية، من خلال ضربهم للنازحين.
فيما كشف صاحب مكتب للعقارات في الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام عن قيام “قوات الأمن” بتفتيش عقود وايجارات مكتبه بحثاً عن عقد يتصل بالنازحين القادمين، مع تلفظهم بألفاظ نابية، وتوعدهم في حال قيامه بتأجير منازل لعائلات نازحة بالسجن له ولهم.
وفي السياق ذاته: أشارت مصادر محلية لـ “أخبار الآن” الى قيام النازحين بالنوم في العراء وفي الحدائق وعلى أسطح المنازل، دون أن تلتفت لهم أي جمعية من الجمعيات العاملة هناك، بسبب الخوف من قمع النظام.
وتقول المصادر إنّ قوات النظام وشبيحته، لم تكتفِّ بمنع أصحاب المنازل من تأجير النازحين، بل قامت بالاعتداء عليهم بالضرب وهددتهم بالترحيل، عدا عن المعاملة السيئة جداً على معبر الموت، ومنع الأهالي من إدخال أثاث منازلهم من “فرش” و”الكترونيات”.
يُشار إلى أن موجة النزوح من الأحياء الّتي يسيطر عليها الثوار إلى الاحياء الخاضعة لقوات الأسد، جاء بعد عشرات البراميل المتساقطة على تلك الاحياء والّتي أهلكت الحجر والبشر وذهب ضحيتها حوالي الألف شخص، فيما ساهمت بتدمير المئات من المنازل في تلك الأحياء وحوّلتها لركام.