حمص، سوريا، 10 فبراير 2014 ، أ ف ب –
نجحت الامم المتحدة الاحد في اجلاء مئات من المدنيين السوريين المحاصرين منذ شهر يونيو العام الماضي في احياء حمص القديمة التي يسيطر عليها الجيش الحر، وذلك رغم اعمال عنف كادت تعطل هذه العملية الانسانية الاولى حيث عمدت قوات النظام على اطلاق الرصاص والقذائف تجاه المدنيين.
فبعد مجموعة أولى من ثلاثة وثمانين مدنيا تم اجلاؤهم الجمعة تنفيذا لاتفاق بين النظام والثوار بواسطة الامم المتحدة، خرج ستمئة واحد عشر مدنيا الاحد من احياء حمص القديمة، بحسب ما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
وافاد المرصد ان هذا الرقم يشمل 210 من النساء و180 طفلا و91 رجلا ممن تجاوزوا ال55 عاما و130 شابا سلموا أنفسهم لسلطات الأسد باشراف الامم المتحدة، لافتا الى انه سيتم قريبا الافراج عن هؤلاء الشبان.
من جهته، قال الهلال الاحمر السوري عبر موقع فيسبوك ان متطوعيه استقبلوا الاحد نحو 600 شخص خرجوا من حمص القديمة، مشيرا الى ادخال ستين حصة غذائية و1500 كلغ من الطحين الى حمص القديمة.
وتخلل العملية سقوط قذائف هاون على الاحياء التي تحاصرها قوات النظام منذ صيف 2012 ما اسفر عن مقتل ستة اشخاص بينهم مقاتلان معارضان بحسب المرصد.
وتبادل النظام والمعارضون الاتهام بالمسؤولية عن هذا الاختراق الامني.
وشوهد العديد من النساء والاطفال والمسنين ينزلون من حافلات لدى خروجهم من هذه الاحياء وبدا على وجوهم الارهاق، بحسب مشاهد بثتها قناة الميادين التلفزيونية ومقرها بيروت.
وقد ساعدهم موظفون في الامم المتحدة يعتمرون قبعات وسترات زرقاء وكذلك من الهلال الاحمر السوري تحت انظار عسكريين سوريين.
وبدت وجوه الاطفال شاحبة وعيون بعضهم محاطة بالزرقة وهم بين ايدي امهاتهم او ابائهم.
وقالت امراة وهي في حالة ارهاق شديد يحيط بها اولادها الثلاثة “كنا نفتقر لكل شيء، كل الاولاد كانوا مرضى، لم يكن لدينا ما نشربه”.
ثم ناولها احد موظفي الامم المتحدة قنينة مياه.
ونددت الامم المتحدة بانتهاك الهدنة التي كان ينبغي ان تسهل انجاز عملية الاجلاء فضلا عن ادخال مساعدات انسانية عاجلة الى المدنيين الذين اختاروا البقاء في حمص.
ورغم الهدنة سجل السبت اطلاق رصاص وقذائف على قافلة مساعدات للهلال الاحمر السوري ما ادى الى خمسة قتلى وعشرين جريحا في صفوف السكان وحال دون نقل كامل المساعدات.
واكد رئيس المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة انطونيو غوتيريس ان الامم المتحدة والهلال الاحمر سيواصلان ايصال مساعدات عاجلة الى من لم تصل اليهم بعد.
والهدنة التي بدأت نظريا الجمعة كان مقررا ان تنتهي مساء الاحد، غير ان ناشطين اكدوا انه تم تمديدها 72 ساعة وان عمليات اخلاء المدنيين ستتواصل الاثنين.