دمشق، سوريا، 10 فبراير، (محمّد صلاح الدين، خاص أخبار الآن) –
مع رفع مستوى الضغوط الدبلوماسية التي يمارسها المجتمع الدولي على نظام الأسد لتسريع عملية نقل وتسليم السلاح الكيماوي، يبدو أنّ النّظام السوري غير جاد في عملية التسليم هذه ويحاول التهرّب من اتمامها بالشكل المطلوب منه.
أخبار الآن حصلت من مصدر خاص على معلومات خاصة حول نيّة نظام الأسد بنقل دفعة جديدة من المواد الكيميائية (الخام) المستخدمة في تحضير السلاح الكيماوي إلى الأراضي اللبنانية الخاضعة لسيطرة حزب الله اللبناني.
يقول المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويّته إنّ النظام جهّز ما يزيد على ثلاثين ألف ليتر من مادة السارين وقرابة 25 ألف ليتر من غاز الــ V.X وكمية مماثلة من غاز الخردل في مركز البحوث العلمية الموجود في منطقة خان أبو الشامات القريبة من مدينة الضمير شمال شرق العاصمة دمشق، معبأة في ستة صهاريج متوسطة الحجم من المقرّر وصولها إلى دمشق مساء اليوم الاثنين العاشر من شباط/فبراير قبيل إرسالها إلى لبنان عبر الحدود البريّة دون أن يحدّد المصدر وجهة هذه الصهاريج داخل الأراضي اللبنانية.
أضاف المصدر قائلاً: ” التجهيز لهذه العملية بدأت في السادس من الشهر الجاري بناءً على تعليمات مباشرة من اللواء علي مملوك مدير إدارة المخابرات العامة والذي يتحكّم بمفاصل الأمور في مؤسسات الجيش والأمن على حد سواء أعطاها للعقيد طارق ياسمين مدير مركز البحوث في خان أبو الشامات”.
ولدى سؤالي عن هدف النظام من نقل كميّات كبيرة من المواد الكيماويّة إلى حزب الله في لبنان قال المصدر: “لا يمكن الخلاص إلى تفسير دقيق لهذا العمل فالنظام لن يكون بإمكانه استخدام هذا السلاح مجدّدا ولكن ربما يكون ضمانة لمصالحه المهددة حال سقوطه، أو تعويضاً للحزب على خسائره الكبيرة التي تكبّدها في سوريا”.
يضيف المصدر: “مسألة الكيماوي معقدّة، وورقة ضغط مهمّة تمنع المجتمع الدولي وأمريكا على وجه الخصوص، من اتخاذ إجراءات حازمة ضد الأسد قبل تسليم الكيماوي خشية وقوعه في أيد غير مناسبة، لذلك يحاول النظام جاهداً استغلال هذه الورقة لكسب مزيد من الوقت متذرعاُ بالأوضاع الأمنية السيئة التي تشهدها البلاد والتي تشكّل خطراً كبيراً على عملية نقل الكيماوي إلى ميناء اللاذقية في الساحل السوري حسب الاتفاق المبرم بين النظام و الأمم المتحدة وإذا ما تمكن من النجاح في عملية المماطلة قد يكسب ولاية جديدة تطيل من عمر النظام”.