دبي،9 فبراير 2014، أخبار الآن –

نقل مراسل أخبار الآن في المنطقة الشرقية أن الجولاني، زعيم جبهة النصرة، أصدر أوامر مباشرة إلى رجاله في دير الزور بقتال داعش هناك. وكانت النصرة نشرت بياناً قبل يومين بعنوان “قد أعذر من أنذر” تعلن فيه الحرب على داعش. يتركز القتال بين النصرة وداعش على ملكية بئر نفط في المنطقة الشرقية بالإضافة إلى مصالح أخرى. 

الدكتور محمد بغداد، الخبير الجزائري في شؤون الجماعات المسلحة، وفي حديث لـ استديو الآن يقول: 

“في البداية يجب أن نلاحظ بأن الصراع الآن انتقل من الصراع بين جبهتي النظام السوري والجيش الحر ، تحول الآن المشهد إلى داخل الجماعات المسلحة ، ومن خلال ثلاث سنوات كانت صورة الجماعات المسلحة الارهابية الموجودة في سوريا كانت مغطاة بالقضية السياسية ، الآن يظهر أن هذه الجماعات وصلت إلى مرحلة كشف أوراقها من خلال الدخول في صراع ذاتي داخلي ، من يسيطر على سوريا ومن يملك النقود ، البيان الأخير الذي حمل عنوان قد أعذر من أنذر ، عندما نقرأه من حيث اللغة من حيث البنية الموجودة ، نجد فيه عاملين أساسيين ، العامل الأول أن هذه الجماعات بدأت تُمَسْ الآن في لقمة عيشها ، يعني عندما يتحدث عن المطاحن وعن الخبز ، فهذه الجماعات أصبحت الآن مصابة ومستهدفة في لقمة عيشها بشكل يومي ، الأمر الثاني أن جبهة النصرة يظهر لنا أنها حاولت أن ترفع من معنويات جنودها أكثر ، من كونها تلقت ضربات قوية من داعش ، وأن داعش أصبحت الان ما يشبه الجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر من العنف والبطش .”

“موضوع هذه الجماعات يظهر أن تداعيات مؤتمر جنيف الآن بدأت أول ما مسته هذ الجماعات من خلال مايجري في الكواليس الدولية حول قضية تمويل الجماعات المسلحة، والجهات التي تمولها ، ما جعلها تكشف للعالم بأنها تحارب وتتقاتل هذه الجماعات من أجل مطاحن للقمة الخبز اليومي فقط ، فهذه التداعيات الأولى لمؤتمر جنيف أو ما يأتي بعده سيكون مشهد آخر ، وهو مشهد ثقافة الجماعات المسلحة من أجل أن تبقى حية وموجودة على الأرض ، وهذا يعني أن هذه الجماعات قد تضطر في الأيام القادمة إلى مواجهات أخطر من أجل الحصول على استمراريتها وستطرح موضوع السلاح وربما للأسف الشديد قد نرى فيه مجازر وأعمال عنف وبطش أكثر من طرف داعش .”