دبي، الإمارات العربية المتحدة، 9 فبراير 2014، أخبار الآن –
تخلي أيمن الظواهري عن داعش قد يتحول إلى تطور تاريخي: يبدو أن زعيم تنظيم القاعدة يحاول فرض إرادته على الفروع المحلية التي لا تنصاع لكلامه. مع استمرار المتطرفين لخوض الحروب الداخلية في سوريا وغيرها من الأماكن، رسالة الظواهري الصوتية الأخيرة تؤدي إلى أسئلة أكثر من الأجوبه. إليكم تحليلنا.
على الأرجح تتحصن القيادة المركزية للقاعدة في المناطق القبلية التي ينعدم فيها القانون بين أفغانستان وباكستان. ويفترض أن هؤلاء القادة قد قطعوا جميع الاتصالات مع العالم الخارجي خوفا من العثور عليهم.
كيف يمكن لمثل هذا الزعيم أن يدير بفعالية منظمة إرهابية خطيرة ومعقدة جدا مثل تنظيم القاعدة من مكان معزول يبعد آلاف الأميال من خطوط الجبهه؟
يُظهر آخر خطاب لأيمن الظواهري أن زعيم تنظيم القاعدة نفسه ليس متأكدا من حدود سلطته. فقد تبرأ من داعش لسببين رئيسيين هما:
– عدم التعاون
– عدم التماس أو الالتفات لموافقة الإدارة على القرارات الرئيسية
هذا يثبت أيضا أن الظواهري ليس لديه سلطة على الوضع على الارض في سوريا. قادة القاعدة المحليين يعرفون التفاصيل على الأرض ويتخذون القرارات كما يشاؤون.
ولن تكون هناك مفاجآت عندما نرى قريبا أن أكبر المعارك في سوريا تحدث بين داعش وجبهة النصرة لأن قادة القاعدة يقاتلون من أجل الغنائم ومن أجل غرورهم.
الوضع في سوريا له تأثير أكبر بكثير على المناطق الأخرى مثل اليمن حيث أظهر فرع القاعدة المحلي قدرته على تجاهل الظواهري واتخاذ قراراته الخاصة.
بماذا سيفكر زعيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي عند رؤية عجز الظواهري عن التأثير على داعش؟ هل سيكون على استعداد لقبول هذا النوع من الادارة التفصيلية التي فرضها الظواهري على داعش؟
الآن وقد تبرأ من داعش، هل يمتلك الظواهري القدرة على إدارة شؤون مختلف التنظيمات المنتمية للقاعدة مثل القاعدة في جزيرة العرب؟
الأجوبة على هذه الأسئلة لايمكن أن تأتي إلا من قادة فروع القاعدة المحلية وخاصة الوحيشي، وبالطبع من الظواهري نفسه. ليس من السهل على هؤلاء القادة المتطرفين المحتمين بغطاء السرية والتخوف المحافظة على إرسال رسائل منتظمة إلى أتباعهم. ومع ذلك، ما سيقولونه سيقرر في المستقبل القريب مسار القاعدة للمزيد من القتال الداخلي والتدمير الذاتي.