تونس، تونس، 8 فبراير 2014، (ايناس بوسعيدي، أخبار الآن) –
  
رغم مرور ثلاث سنوات على الثورة التونسية، لم يتغير شيء في سير العمل الإداري في الإدارات التونسية، انتظارٌ يعطل أعمال المواطن وبيروقراطيةٌ لاتزال قائمة، ما يجعل الإصلاح الإداري مطلبا مستعجلا يضاف لمطالب عديدة أخرى جاءت بها الثورة التونسية ولم تتحقق بعدالتفاصيل في تقرير ايناس بوسعيدي.

مواطن : “الأنفس ذاقت تعبنا حقيقة تعبنا، هذه وثائقي قمت بدوسها هذا الصباح من كثرة الضغط ، هذي هي وثائقي لدي وثيقة منذ شهر نوفمبر لم أحصل عليها بعد
 
بحرقة كبيرة تحدثا إلينا هذا الشاب الذي صادفناه أمام إحدى الإدارات التونسية، يعيش على وقع الانتظار في سبيل قضاء شؤونه الإدارية.
إنها معضلة البيروقراطية ، كثيرون يعانون من سلبياتها  والخالة عائشة حالة أخرى، على الرغم من كبر سنها ومرضها تضطر في كل مرة للتنقل عدة مرات ذهابا وإيابا لإتمام معاملاتها
 
تقول الخالة عائشة : “أنا اليوم مريضة أخذت الورقة لتعميرها وعدت إلى هنا تعب تعب كبير جدا، أذهب وأعود في كل مرة، البارحة قدمت وأوقفوني وإذا لا آتي بالورقة لا يردون عليك
 
 رغم من تحسن المعاملات إلا أن البيروقراطية الإدارية مازالت قائمة، وضحيتها الوحيدة هو المواطن.
ملفات تكثر أوراقها وانتظار للرد يطول لأيام إن لم نقل لشهور، فضلا عن الاكتظاظ الذي يعطل المواطن لساعات من أجل معاملات لا يتجاوز قضاءها بضع دقائق.

يقول مواطن تونسي :البيروقراطية موجودة في تونس وفيها الكثير من التأخير هي أشياء لنلمس فيها أي تغيير بعد سقوط النظام لم نلمس أي تحسن في ما يتعلق بالبيروقراطية في تونس” الأوراق واستخراجها ومن سيبعث مشروع البيروقراطية موجودة

سلبيات لا ينكرها المسؤولون والعاملون في الوظيفة العمومية ويعزونها لكثافة الملفات وكثرة رواد الإدارة يوميا على غرار ما يحدث في الصندوق التونسي للتأمين على المرض.

يقول يونس بن جمعة: المكلف بالإعلام في الصندوق التونسي للتأمين على المرض :”في السنة تسجل مكاتب استقبالنا أكثر من 8 ملايين زيارة وتستقبل أكثر من 16 مليون ملف هذا الحجم الكبير يبرز حجم الخدمات التي يقدمها الصندوق”، المطالب متنوعة والخدمات متنوعة وهو ما يجعل الآجال تختلف

بعد فترة مخاض طالت وفق كثيرين بات الدستور التونسي الجديد جاهز وانطلقت حكومة الكفاءات في العمل من أجل التحضير للانتخابات المقبلة.
نجاح سياسي يأمل التونسيون أن يكون له صدى اقتصاديا واجتماعيا فأهداف كثيرة لم تتحقق، والمشوار مازال طويلا في سبيل تحقيق المطالب الثورية.

تقول آمنة قلالة ممثلة هيومن رايتس ووتش في تونس: “هناك مسافة كبيرة تفصلنا على تحقيق الشاعرات التي جاءت بها الثورة وهي شعارات شغل حرية كرامة وطنية”، فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية مازالت العديد من المناطق مهمشة والعديد من الأشخاص مهمشين يعني هناك أشياء تحققت ولكن مازالت المسافة كبيرة
وبالتوازي مع تحقيق مطالب الثورة يظل تطوير الإدارة التونسية وإصلاحها مطلبا مستعجلا لتسهيل عمل المواطن والموظفين على حدّ السواء.