ريف حماة، سوريا، 06 فبراير، (مصطفى جمعة، أخبار الآن) –
وفي بلدة مورك التي تقع في شمال محافظة حماة على الطريق الدولي ، تعايشَ سكانها مع الحواجز ِالتي كانت موجودةً في معظم أِرجاء البلدة رغماً عنهم ، وبذلك فهم لم يعتادوا على النزوحِ ، حتى بدأت المعركةُ الأخيرة والتي جعلت النظام يَفقد أعصابَه في حربِه على المدينة، مراسل أخبار الآن مصطفى جمعة والتفاصيل .
المتحدثون :
١. أحمد الحلبي – نازح من مدينة مورك
٢. حسن أعرج – مسؤول إغاثي
مع بداية المعركة بين الثوار وقوات النظام على الطريق الدولي بريف حماه الشمالي ، والتي كانت مفاجئة ولم يسبقها أي انذار ، نزح مالا يقل عن ثلاثين ألف مدني هرباً من آلة القتل والتدمير .
المعركة التي تتسع بقعتها ، جعلت مساحة الأمان المؤقت ضيقة ، حيث أن معظم
المناطق تتعرض للقصف بشكل يومي ، إلا أن احتدام المواجهات على الطريق الدولي
جعلت النظام يصب جام الغضب والنار على نطاق الإشتباكات ، موفرة مساحة لا بأس
بها يختبئ فيها من خرج دون أن يحمل أي شيء .
أحمد الحلبي – نازح من مورك يقول : “خرجنا فجأة بسبب القصف والدمار ، وبسبب
القذائف التي تتهاطل علينا ، لم نستطع التحرك ، خرجنا وتركنا منازلنا والناس
وكل شيء ، الناس الذين سقط عليهم المنزل ، لا يستطيعون إخراج أولادهم ، فكيف
سنستطيع أن نحمل ما نتغطى به أو ماشابه ، خرجنا كما نحن بثيابنا مع أولادنا ،
الشيء الذي استطعنا حمله حملناه ، أما الذي مات تحت المنزل لم نستطع إخراجه ،
فكيف بإمكاننا حمل الحاجيات الأخرى” .
مورك التي لم تشهد أي عملي عسكري منذ فترة طويلة ، خلافاً لما حولها من مناطق
، كانت تأوي قرابة عشرة آلاف نازح من مدن وبلدات مختلفة ، أما الآن أصبحت
هنالك صعوبة كبيرة تلقى على عاتق التنسيقيات المحلية و الهيئات الإغاثية في
تغطية هذه الأعداد الضخمة من النازحين .
حسن أعرج – مسؤول إغاثي : “لدينا مشكلة حاليا هي سكان مدينة مورك الذين تجاوز
عددهم مع النازحين الذين كانوا فيها ثلاثين ألف نسمة ، وقد تشردوا في المناطق
المجاورة للمدينة بسبب المعارك التي جرت على الاتستراد الدولي ، وهي معارك
كانت مفاجئة أدت إلى نزوحهم بشكل مفاجئ ، نحن بدورنا حاولنا أن نقدم لهم ،
ولكن مساعداتنا كان محدودة بالنسبة لحجم النزوح”.
وعلى هذه الأوضاع التي تشهدها المنطقة ، سيترتب على المعنيين رسم خطة يمكن من
خلالها تقزيم الأزمة التي يتعرض لها هؤلاء ، فالحرب قد تطول ، وإن طالت فهم
الضحية .
النزوح الداخلي حال ينطبق على هؤلاء ، فهم قد نزحوا من موت حتمي سريع إلى موت
أبطئ حسب ما يقولون .