حمص، سوريا، 5 فبراير، (علي أبو المجد، أخبار الآن) –
أطلق على مدينة حمص عاصمة الثورة السورية، ولذلك أخذت أهمية استراتيجية كبيرة لدى النظام السوري، فهي منذ عام ونصف مضى محاصرة من قبل قوات النظام، سوق المدينة وثلاثة عشر حيا في حمص القديمة، وذلك بسبب محيطها من الأحياء الموالية للنظام.
الحصار المستمر ..
منذ ثمانية عشر شهرا وحتى اليوم تزاد أحوال المحاصرين سوءاً يوما بعد يوم. ويبقى الأطفال هم من يقع عليهم العبء الأكبر من هذا الحصار، حيث أصبح ماء الأرز المنقوع الغذاء الوحيد للرضع، وقد لجأ بعض الأهالي إلى إعطاء أولادهم الحبوب المنومة كحل مؤقت علها تنسيهم ألم الجوع وقلة الطعام، وقام كثيرون بجمع الحشائش والاعتماد عليها كوجبة أساسية.
استطاعت عائلة “أبو عصام” الخروج من مناطق الحصار إلى مناطق أخرى وبقي هو هناك، يقول: “أصبح الحصار هو العنوان الأكبر لمعاناة الناس وفك الحصار أو على الأقل تأمين الخبز هو شغلهم الشاغل، ونصيب كل عائلة نصف كيلو غرام من الطحين كل أسبوع أو أسبوعين وأحيانا قد تصل إلى ثلاثة أسابيع، ونبقى عدة أيام نقتات على حبات زيتون معدودة، وأحيانا يتم توزيع برغل مليء بالأوساخ.
شهداء الحصار ..
في الوقت الذي تلقي فيه حوالي 700 عائلة اللوم على تقصير قادة الجيش الحر وعلى تخاذل المجتمع الدولي تجاه القضية السورية، تقدمت مؤخرا كتيبة شهداء البياضة بقيادة عبد الباسط الساروت وكتيبة الأنصار بقيادة أبو محمد غوطة إلى المناطق المحاصرة محاولة توفير مادة الطحين للمحاصرين عبر أنفاق جهزت مسبقا منذ أشهر، ولكن هذه المحاولة قد كتب لها الفشل، وراح ضحية سوء التنفيذ في التسلل إلى المطاحن 65 شهيدا.
المحاصرون وجنيف 2 ..
في ظل خوضهم معركة الجوع والأمعاء الخاوية تتجه آمال الأهالي المحاصرين إلى أروقة مفاوضات جنيف 2، موجهين لممثليهم في وفد المعارضة أن مطلبهم وحقهم هو فك الحصار وليس مجرد إدخال المساعدات.
وبعد حصول الإبراهيمي على وعود ايجابية بخصوص حمص، اتهمت المعارضة السورية وفد النظام بالمراوغة والتضليل وعدم الوفاء بالوعود، وعدم التعامل مع الموضوع بجدية مما أدى إلى وصول في المحادثات إلى طريق مسدودة، وهو ما أثار خوف وقلق أهالي حمص المحاصرين وجعلهم يطرحون عدة تساؤلات حول مصيرهم المرهون بنجاح المؤتمر المذكور.
وفي انتظار ما ستسفر عنه نتائج مؤتمر جنيف2 لا يبقى للمحاصرين سوى الأمل المتجدد والدائم.