اليمن, صنعاء, 4 فبراير 2014 – (خاص – أخبار الآن) —
قرابة التاسعة من صباح يوم الخميس الخامس من شهر ديسمبر لعام ألفين وثلاثة عشر. وقع في العاصمة اليمنية صنعاء واحدة من أكثر الهجمات الإرهابية دموية وترويعاً. أفراد من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إقتحموا مجمعاً لوزارة الدفاع اليمنية ومستشفاً تابعاً له وإرتكبوا مجزرة سيصعب على اليمنيين والعالم نسيانها.
كاميرات المراقبة إلتقطت بعض تفاصيل المجزرة المروعة وكيف كان المرضى والعاملون في المستشفى من أطباء وممرضين هدفاً رئيساً لهجوم الإرهابيين.
حالة من الرعب سادت بين المتواجدين في المستشفى. هؤلاء لم يتوقعوا ربما في حياتهم أن يتمادي الإرهابيون إلى هذه الدرجة ويستهدفوا المشافي والعاملين فيها ومن يأتيها من مرضى. بدى الإرتباك واضحاً عليهم.
تظهر كاميرات المراقبة في المستشفى مدى سادية الإرهابيين ودمويتهم. كيف كانوا موجهين لقتل أكبر عدد من الناس، أو بالأحرى أكبر عدد من الأحياء والإجهاز على الجرحى. هنا يدخل أحد الإرهابيين إلى غرفة في المستشفى مليئة بالأشخاص. وبكل لا مبالاة ودم بارد، يلقي قنبلة يدوية عليهم ويفر هارباً.
تستمر القاعدة في جزيرة العرب بشن الحرب على المجتمع الإسلامي المسالم والمعتدل. اليوم وبإنتهاكها كل العادات الاجتماعية والتي أغنت اليمن لعدة قرون، يهدد فيروس القاعدة في جزيرة العرب بتمزيق النسيج الاجتماعي وتكوين العادات القبلية في اليمن. الهجوم على المستشفى يبوح بكثير حول رؤية القاعدة ونواياها للمجتمع اليمني.
القاعدة في الجزيرة العربية قدمت إعتذارها عن الهجوم. وقال القائد العسكري فيها قاسم الريمي عبر كلمة مسجلة نشرت على الإنترنت، إنأحد أفراد التنظيم لم يلتزم بالتوجيات أثناء الهجوم وأن القاعدة ستدفع الديات لذوي الضحايا.
الدكتور هشام الزبيري مدير مستشفى العرضي، نفي إدعاءات القاعدة بأن شخصاً واحداً فقط من القاعدة هو من قام بالقتل. وفي تصريحات صحفية، قال إن من مارسوا القتل بتلك الطريقة الوحشية في مستشفى العرضي ثلاثة وأن المجرمين لم يقتلوا فقط الأطباء وإنما أقدموا أيضا على تصفية الجرحى.
عرض القاعدة دفع الديات إستفز كثيرين من ذوي الضحايا قائلين إنه من المستحيل العفو عن مجرمين إرتكبوا القتل العمد بحق أبرياء.
يتحدث التنظيم عن هذا الهجوم كما لو أنه كان الوحيد بين هجمات القاعدة التي تستهدف المدنيين. وهو كمن يختبىء وراء أصبعه بتصريحاته هذه.
الحقيقة تقول إن هجمات القاعدة ومنذ سنوات كان المدنيون المستهدف والخاسر الأكبر منها. ليس في اليمن فحسب، بل أيضاً في العراق وباكستان وأفغانستان والصومال وكينيا ومالي وليبيا والجزائر والمغرب والأردن وسوريا والقائمة تطول.
وإذا كانت القاعدة قد إعتمدت الإعتذار ودفع الديات سياسة لها، فإن هناك ألاف الإعتذارات ودفع الديات التي يجب أن تقدمها، للألاف من ذوي الضحايا الذين سقطوا بين قتيل وجريح بسبب الهجمات الدموية التي يرتبكها التنظيم في المنطقة والعالم.
كثير من ذوي ضحايا هجوم اليمن يتسألون، هل يرد الإعتذار أرواح أطفالنا ونسائنا ورجالنا ومريض كان يبحث عن العلاج فقتل بدم بارد. إذا الإعتذار عن هجوم اليمن، لا مكان له من الإعراب يقول هؤلاء.
والسؤال الذي يطرح هنا: هل تدفع القاعدة في جزيرة العرب المبالغ المطلوبة دية للضحايا؟
ولايبدو واضحا أيضا فيما إذا كانت القاعدة في جزيرة العرب سوف تقوم بتعويض الضحايا الأجانب وغير المسلمين.
لكن الواضح هو أنه رغم الإدعاء بأن مسلحين مارقين كانوا مسؤولين عن فداحة المذبحة، وأن الريمي قبل بتخطيط قادة القاعدة في جزيرة العرب للهجوم بأنفسهم لدرجة إختيارهم للأهداف.
إذا الملام الفعلي لإزهاق الأرواح والدمار هو قادة القاعدة في بلاد العرب أنفسهم.
هجوم القاعدة الدموي في شهر كانون الاول ديسمبر لعام ألفين وثلاثة عشر جاء في وقت كان فيه اليمن يحاول شفاء جراحه الإجتماعية والإقتصادية والتي تهز أسس البلد. اليوم، على البرلمان اليمني ومؤتمر الحوار الوطني أن يتعاملا مع نتائج الهجوم.
في هجوم القاعدة على مجمع وزارة الدفاع ومستشفى العرضي، قتل ستة وخمسون شخصاً بينهم أطباء وممرضات من الفيلبين وألمانيا وفيتنام والهند وعشرات اليمنيين من المرضى والمترددين على المستشفى فضلا عن العسكرين. ماذا حاولت القاعدة إثباته باستهداف المستشفى؟ هذا ليس بالأمر الواضح. لكن هذه المجزرة وغيرها ستظل تلاحق القاعدة وتؤكد الوجه الأسود الدموي لهذا التنظيم ومخططاته التدميرية التي لم تستثني حتى المرضى في المستشفيات.
شاهد الفيديو كاملا http://bit.ly/1bpUgmB #القاعدة #اليمن #ارهاب #تفجير