شمال سوريا، 3 فبراير 2014، (مراد شواخ ونهاد الجريري، أخبار الآن) –
يتناقل المستخدمون على الفيسبوك وتويتر أنباء عن انشقاقات في أوساط داعش بعد البيان الذي نشره عبدالله بن محمد المحيسني، وهو من الشخصيات التي كان لها وزنها لدى داعش حتى وقت قريب.
البيان الذي نُشر أمس على صفحة المحيسني على الفيسبوك وعلى قناته على اليوتيوب وعلى موقعه الرسمي وحمل عنوان "ألا هل بلغت؟"، فصّل "المبادرات" التي قادها المحيسني من أجل تسوية الخلافات بين داعش من ناحية وفصائل الجيش الحر وجبهة النصرة من ناحية أخرى. لكن هذه الجهود فشلت بعد أن رفضت داعش الاحتكام إلى "قضاة" محايدين، وأصرت على الاحتكام إلى قضاة منهم حصراً وهو أمر رفضه الجميع.
مظالم يشيب لها الولدان
ينتقل المحيسني بعد هذا إلى تفصيل ممارسات داعش ومخالفاتها الشرعية. ومن ذلك يقول: "وإني لأقسمُ بالله لقد رأيتُ مظالمَ يشيبُ لها الولدانُ، ارتُكبتْ مِن قِبَلِ الدولةِ في الشامِ، وكانت سبباً لما وصلنا له اليوم، والله المستعان. فكم رأينا من معتقلين في السجونِ بلا ذنبٍ أو تُهمة. وكم رأينا قتلاً بالشُّبهة وتصفياتٍ لمعتقَلين، ولعل آخرَها في هذه الأحداث حينما كنت أتفاوضُ لإطلاقِ سراحِ إخوتي أسرى الدولة ومبادلتِهم، ففوجئتُ بقاضيْ الدولةِ يقولُ: قد اجتهدنا فصفّيناهم. فَصُعِقْتُ من هذا الكلام، وقلتُ: هل ترونهم مرتدين؟ قال: لا، ولكن اجتهدنا في ذلك، قلت: وإخوانُنا الأسرى الذين نريدُ أن نبادلَ بهم ما حالهم؟ فقال هذا اجتهادُنا!"
المفخخات تقتل الأطفال
ويتوقف البيان بالتفصيل عند المفخخات وكيف أنها لا نفع منها ولا فائدة سوى الترويع وقتل الأطفال. يقول: "وليست أحداثُ قصفِ مدينةِ عويجل بقذائفِ الهاونِ وقتلِ النساءِ والأطفال منا ببعيد، وقد وقفت على ذلك بنفسي، وحين قلتُ لقادةِ الدولةِ: كيف تضربون الناسَ بالمفخخاتِ والله يقول ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا))؟! فقال: مفخخةٌ واحدةٌ تقتلُ عشرين يعصمُ اللهُ بها المئات … ولما دعونا الناسَ لاعتزالِ الفتنةِ فإذا بالمفخخاتِ تضربُ في أماكنَ عامةٍ ووالذي نفسي بيده لقد وقفتُ بنفسي على كثير منها، على مفخخةٍ في دركوش انفجرتْ في مكانٍ عامٍ فسألتُ واليَ الدولةِ قلت: من استهدفتم؟ قال: قتلتْ ثلاثين من خصومِنا.. فذهبت رغم المخاطرة ووقفتُ بنفسي عليها فإذا بها لم تَقتلْ سوى من فجَّر نفسَه ورجلاً من عامةِ الناسِ وجرحتْ أربعةَ أطفالٍ، ومثلُها وقفتُ عليها في كفرناها قُتلَ فيها طفلٌ ومن فجر نفسَه، وأخرى في كفرجوم قُتل فيها من فجر نفسَه فقط ."
البيان الذي يستمر 35 دقيقة على قناته على اليوتيوب، ينتهي بنبذ المحيسني لـ داعش وإعلان الولاء للجولاني زعيم النصرة ومن ورائه الظواهري زعيم القاعدة.
انشقاقات داعش
بعد البيان الذي حمل هاشتاع #بعد_شهادة_المحيسني، تناقلت صفحات ناشطين وقياديين في فصائل منتسبة للجبهة الإسلامية، التي تضم أبرز الفصائل المناوئة لـ داعش، شهادات من عناصر داعش، النشطين على تويتر، أعلنوا فيها انشقاقهم وانضمامهم إلى جبهة النصرة. كما يظهر في هذه الصورة المأخوذة من صفحة أبو توفيق، أو حجي تلرفعت، الرجل الثاني في لواء التوحيد، أحد فصائل الجبهة الإسلامية.
المحيسني
بحسب الموقع الرسمي له، يقول إنه من مواليد القصيم ببريدة في السعودية. التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض (المعهد العالي للقضاء) يحمل الدكتوراة في (أحكام لاجئي الحرب في الفقه الإسلامي).
عُرف بموالاته لـ داعش، وكان يدافع عنهم في كل محفل. وكانت تُوجه له الانتقادات في ذلك. يُذكر أن الشيخ أبو أسامة الشامي، عضو لجنة العلماء في حلب، وإبان أحداث اعزاز في أكتوبر الماضي التي انتهكت فيها داعش اتفاقاً مع لواء عاصفة الشمال في المدينة، قال للمحيسني: "رأيت من الذي غدر وبغى؟" فقال المحيسني: "نعم، جماعة الدولة،" ويقصد داعش. ثم عاد المحييسني ليمدح داعش على تويتر ويصفهم بالأسود.
وعندما تشكلت الجبهة الإسلامية، طالب المحيسني الجبهة بأن تبايع داعش.