دبي، 1 فبراير 2014، أخبار الآن –

ربما كان النجاح الأبرز في جنيف2 هو الحضور الطيب الذي ظهرت به المعارضة السورية؛ فلم يكن حضور وفد الائتلاف، برئاسة أحمد الجربا، حضورا بروتوكولياً هذه المرة؛ ولم يكن حضوراً “مخجلاً” كما في مرات سابقة.
منذ اليوم الأول، نجحت المعارضة في تقديم نفسها على أنها شريك حقيقي يُعتمد عليه في أي عملية سياسية تقود المرحلة المقبلة؛ وعلى أنها قادرة على تمثيل الشعب السوري الرافض للأسد ونظامه.
الجربا، في كلمته الافتتاحية، استفاد من الإخفاق المريع للمعلم الذي ما من شك أحرج النظام ومؤيدي النظام. فكان في خطابه مرتاحاً ومريحاً عارضاً للحقائق من دون مكابرة ولا مناكفة ولا مزايدة.
ولا شك في أن الجربا استفاد من النجاح في هذا اليوم الأول. لاحقاً وفي مقابلته الأولى في جنيف مع جنان موسى من أخبار الآن، بدا الرجل أكثر ارتياحاً وثقة وهو يؤكد أن تواصل المعارضة مع روسيا كان قد بدأ وسيستمر. ريما فليحان، عضو وفد المعارضة إلى المحادثات، أكدت لاحقاً لأخبار الآن أن الجربا سيكون في موسكو خلال أيام.
نعم، في الوقت الذي أحرج المعلم حليفته موسكو، برز الجربا ومن ورائه معارضو الأسد شركاء يجيدون اللعب على الأصول.
وبمجرد انتهاء الجولة الأولى من المحادثات، أصدرت مجموعة أصدقاء سوريا بياناً أشادت فيه بـ”النهج البناء” الذي ظهرت عليه المعارضة.
وربما كان الأهم من كل هذا هو استحسان السوريين أنفسهم للمعارضة؛ وهو أمر بات نادراً جداً. ليس سراً أن طيفاً واسعاً من الناشطين والمواطنين السوريين كانوا ضد جنيف على أساس أنها لن تختلف عن سابقاتها ولن تتجاوز سقف الإقامة في الفنادق السويسرية وحضور الموائد والتموضع لالتقاط الصور. لكن لم يكن سراً أيضاً أن طيفاً واسعاً منهم استعاد ثقته بالمعارضة ولو بالحد الأدنى. وربما بات يرى للمرة الأولى منذ أشهر ضوءاً في نهاية هذا النفق المظلم.
الجولة الأولى انتهت. الأفضلية للجربا. ولا خيار أمامه في الشوط الثاني إلا أن يظل يتمتع باللياقة بما يتيح له الاستمرار في اللعب على الأصول وبما يرضي هذا الجمهور المرهق الذي “وقته من دم”.