ريف إدلب، سوريا، 1 فبراير 2014، (مصطفى جمعة، أخبار الآن) –
القرى والمناطق الواقعة في الشمال السوري، تأوي الأسر الهاربة من جحيم قصف قوات النظام، لكنّ تلك الأسر سرعان ما تصطدم بواقع عجزها عن توفير مكان للسكن في ظل ارتفاع اسعار أجارات المنازل نظرا لتدفق كثير من الاسر النازحة إلى تلك المناطق. مراسلنا مصطفى جمعة يرصد لنا هذ الظاهرة في التقرير التالي.
في هذه الأسواق المزدحمة، قد لا تجد إلا القليل من سكان المنطقة الأصليين، فثلثي سكان هذه البلدات هم نازحون من المناطق التي تحتدم فيها المعارك.
ظروف بدأت تطبق على صدر المواطن، ففرص العمل قليلة، ومتطلبات البيت اليومية أكبر بكثير من الدخل اليومي، هذا إن كان هناك دخل، ومن أكبر الهموم التي تلقى على عاتق رب الأسرة النازحة، هو إرتفاع أجور المنزل الذي يؤوي الأسرة، التي نزحت دون أن تلقي بالاً لمعضلةٍ كهذه.
يقول محمود وهو مواطن نازح من ريف حماه: “أجار البيت اليوم وصل إلى عشرون الف ليرة سورية، من خمسة عشر إلى عشرون ألف، نحن إذا أردنا أن نخرج إلى خارج سوريا كتركيا، هناك أجار البيت عشرون الف، الكهرباء والماء والاتصالات متوفرة، أما هنا لا كهرباء ولا ماء، ليتر المازوت بلغ ثمنه 150 ليرة سورية وليتر البنزين 250 ليرة سورية”.
يوميات مملة بالنسبة للكثيرين من هؤلاء، فالنسبة الكبيرة لا ترغب بالبقاء هنا، ولكن ما يمنعهم من العودة ظرف قاس لا توازيه شدة الرغبة، فالحرب القاسية الشعواء الممنهجة لن ترحم متيم في حب الوطن.
وبحسب بيان صادر عن الهيئات الإغاثية التي تنشط على توثيق عدد النازحين ألى القرى الحدودية في ريف إدلب الشمالي، فإن عدد النازحين الذين تسببت الحرب في تهجيرهم بلغ 150 ألف نسمة من ريف حماه الشمالي فقط، مايجعل الأمر يصعب أمام تأمين أماكن لإستيعاب تلك العائلات التي تتدفق في كل صباح جديد.
يقول منقذ خابور المسؤول الإغاثي: “عدم توفر المنازل لإيواء النازحين وعدم توفر مقومات الحياة من وقود وطعام ولباس ونعاني هنا كمكتب توثيق للنازحين ومكتب توثيق إغاثي، من نقص كبير في هذه المواد.
ويبقى حلم النازحين في هذه القرى بالعودة مرهوناً بحل القضية التي أصبحت ككابوساً يطبق على صدر من خرج من موطنه مظلوماً مقهوراً. ويعول هؤلاء على أن ينظر في أمرهم الذي يتفاقم وضعه مع طول مدة الحرب، متسائلين عن غياب دور المنظمات والهيئات الإدارية المعنية في المعارضة.