جنيف ، سويسرا ، 01 فبراير 2014 ، ا ف ب –
انهى النظام والمعارضة السوريان عشرة ايام من المباحثات في سويسرا من دون نتائج تذكر، الا ان محللين ومشاركين في المفاوضات يرون في جنيف-2 خطوة اولى اساسية، مع جلوس طرفي النزاع وجها لوجه للمرة الاولى منذ بدء الازمة قبل نحو ثلاثة اعوام.
واعلن رئيس الوفد الرسمي، وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ان المفاوضات التي انتهت الجمعة، لم تؤد الى اي نتيجة.
وقال في مؤتمر صحافي “للاسف، لم نتوصل الى نتائج ملموسة خلال هذا الاسبوع من الحوار”.
vizz
*المباحثات بدأت في مدينة مونترو في 22 كانون الثاني/يناير، بمؤتمر موسع دعت اليه الامم المتحدة،
*وشاركت فيه نحو اربعين دولة، ابرزها الولايات المتحدة وروسيا اللتان بادرتا في اتجاه عقد هذه المباحثات.
*بعدها انتقل الوفدان السوريان بعد يومين الى مدينة جنيف، حيث بدآ مفاوضات مباشرة باشراف الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي.
*ورغم عقد جلسات مشتركة، الا ان ايا من الوفدين لم يوجه الحديث مباشرة الى الآخر، وانحصر التواصل بينهما من خلال الابراهيمي.
الطرفان لم يتوصلا لخلاصات مشتركة،
*اذ لم يتم الاتفاق على وقف لاطلاق النار،
*ولم يبحثا في العمق بمسألة تشكيل هيئة حكم انتقالي.
*كما لم يتم السماح بدخول مساعدات واخراج النساء والاطفال من الاحياء المحاصرة في مدينة حمص .
*لم تساهم المفاوضات في الحد من العنف على الارض، اذ افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل قرابة 1900 شخص في القصف والمعارك والتفجيرات، بين 22 كانون الثاني/يناير و30 منه.
* الابراهيمي حدد شباط/فبراير موعدا مبدئيا لاستكمال المفاوضات.
*وفي حين اعلن الجربا مشاركة المعارضة، تريث المعلم في تحديد موقف من حضور الجولة المقبلة.
واعلن رئيس الوفد المعارض، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة احمد الجربا، انه “لا يمكن الحديث عن التزام جدي حصل من قبل ممثلي (الرئيس بشار) الاسد”، وذلك في مؤتمر صحافي امس.
ويقول مدير مركز بروكينغز الدوحة سلمان الشيخ “من الواضح ان المباحثات لم تكن ناجحة”.
ويتحدث عن “خيبة أمل أخرى” من خلال الاشارة الى انه “كان ثمة أمل بحصول زخم (للمفاوضات) من خلال اتفاق ما على ادخال مساعدات انسانية. هذا الامر لم يحصل”.
وكانت المعارضة اعتبرت في جنيف ان المطالبة بفتح ممر انساني الى حمص القديمة المحاصرة منذ اكثر من عام، هي “اختبار” للنظام. وشكل هذا البند نقطة بحث على مدى يومين بين الجانبين.
وفي مقابل عدم دخول المساعدات الى حمص، دخلت قوافل من المساعدات الخميس والجمعة الى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، والذي تحاصره القوات النظامية من حزيران/يونيو الماضي، وقضى فيه اكثر من 80 شخصا جراء نقص الغذاء والمواد الطبية.
وعكس هذا التناقض بين دخول المساعدات الى اليرموك الذي لم يبحث في جنيف، وعدم دخول المساعدات الى حمص رغم انها كانت مدار بحث في المفاوضات، تباعدا بين ما يجري على طاولة المباحثات، والواقع الميداني.
وحدد الابراهيمي شباط/فبراير موعدا مبدئيا لاستكمال المفاوضات. وفي حين اعلن الجربا مشاركة المعارضة، تريث المعلم في تحديد موقف من حضور الجولة المقبلة.
ورغم هذه الهوة، ابدى الابراهيمي مسحة من التفاؤل، رغم اعرابه عن خيبة امل جراء الفشل في الاتفاق على خطوات ملموسة.
وقال الجمعة “انها بداية متواضعة، لكنها بداية يمكن ان نبني عليها”.
ومن المقرر ان يلتقي الابراهيمي السبت في ميونيخ، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري، اضافة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، للبحث في حصيلة مفاوضات جنيف.
ويرى مدير المعهد الالماني للشؤون الدولية والامنية فولكر بيرتيس ان المفاوضات “كانت خطوة اولى تجاه نجاح محتمل”.
يضيف “على الاقل، اقر كل من الطرفين بان عليه التفاوض مع الآخر”.
وتطلب اقناع النظام والمعارضة السوريين بالمشاركة في جنيف-2 والجلوس الى طاولة واحدة، جهودا دبلوماسية امتدت اشهرا. ورغم توتر الايام الاولى والتباينات العميقة في المواقف، بقي الوفدان في جنيف واستكملا البحث حتى اليوم الاخير.
ويرى بيرتيس ان ما جرى “ليس كثيرا، لكن لم يكن ممكنا توقع اكثر”.
واكد الجربا الجمعة حصول المعارضة على “وسائل الدفاع” على الارض، مؤكدا ان “التسليح سيزداد” حتى التزام النظام تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي شكلت نقطة الخلاف الاساسية في المفاوضات.
فقد تمسك وفد المعارضة بتشكيل هذه الهيئة التي ينص عليها اتفاق جنيف-1، معتبرا ان الاتفاق المذكور يعني نقل صلاحيات الرئيس اليها. واصر وفد الحكومة على ان الاولوية يجب ان تكون لمكافحة “الارهاب”، مؤكدا انه لم يات الى جنيف لتسليم السلطة.
ويرى مسعود عكو، العضو في الوفد التقني ضمن وفد المعارضة، ان هذه الاخيرة حققت “انتصارات رمزية”.
ويقول “دفعنا النظام الى ان يناقش ويفاوض الشعب السوري (…) هذه هي المرة الاولى يقبل فيها النظام ان يناقش مستقبل سوريا مع السوريين، لذا اعتقد ان هذا أمر فزنا به”.