ريف اللاذقية، سوريا، 29 يناير، (محمد حجي، أخبار الآن)

عانت الأسر الريفية في منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية من موجات نزوح وتهجير وتشرد بسبب العمليات العسكرية لقوات النظام.

النزوح الإجباري
أجبرت الاشتباكات والعنف الدائر في ريف اللاذقية وخصوصا في منطقة جبل التركمان أهالي المنطقة من المدنيين على النزوح من أماكن سكنهم إلى أماكن أكثر أمناً.
يعيش في مخيمات النزوح والتهجير كثير من الأطفال الذين أجبرتهم الظروف على أن يتحملوا أعباء الكبار، فأصبح على عاتقهم تأمين لقمة العيش لأهلهم نظرا لعدم وجود آبائهم أو إخوتهم الأكبر في العمر بسبب وجودهم مع الجيش السوري الحر في مناطق الاشتباك أو بسبب استشهادهم في المعارك، أو نتيجة القصف الهمجي على بيوتهم.

الأطفال .. رجال الأسرة
من بين أفراد العائلة نرى أطفالا رُضَع لا يعلمون معنى الحياة سوى الحاجة إلى الحليب والغذاء الصحي، وهو ما جعل بعضا من الأولاد يعمل وقتا إضافيا فوق وقته الاعتيادي لتأمين المستلزمات المطلوبة منه في وضع اقتصادي متدني لأسرته.

لا يترك الأطفال فرصة لتأمين قوتهم اليومي يساعدهم على العيش إلا ويعملون به ولو كان على حساب أجسادهم النحيلة، يعملون أعمالا شاقة من تقطيع الحطب لتأمين الدفء وفي جلب الخضراوات وزرعها إن وجدت.
هؤلاء الأطفال هم رجال سوريا المستقبل الذين دفعوا أغلى ما لديهم، هُجِروا من بيوتهم وفقدوا آبائهم وأخوتهم وأجبرتهم ظروف الحرب على ترك مقاعد الدراسة، فلم يترك لهم القصف مدرسة للتعليم سوى خيمة المعاناة والألم وانتظار الفرج والقضاء على النظام وسقوطه.