سبها، ليبيا، 29 يناير 2014، وكالات –

إستعادت القوات الليبية السيطرة على إحدى القواعد العسكرية الجوية في جنوب البلاد من تحت سيطرة مجموعات مسلحة موالية لنظام القذافي. واعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي العقيد علي الشيخي ان قوات الجيش تمكنت من السيطرة على قاعدة تمنهنت الجوية في سبها.             
وأضاف الشيخي ان “العمل جار على تأمين القاعدة الجوية البالغة مساحتها قرابة خمسة عشر كيلوامترا مربعا، إضافة الى ملاحقة فلول النظام السابق الذين كانوا قد احتلوا القاعدة في وقت سابق.
             
وأوضح ان “رئاسة الأركان مسؤولة بالإشراف على العمليات في منطقة سبها منذ انطلاقها من قاعدة الجفرة بعد تشكيل غرفة عمليات لذلك وفقا لقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة”.
             
من جهته اعلن المدير الإداري لمستشفى سبها المركزي عبدالله أوحيدة “منذ 11 كانون الثاني/يناير وحتى اليوم الاربعاء قتل 107 أشخاص على الأقل وأصيب 154 آخرون في مواجهات سبها”.
             
واندلعت المواجهات بين قبيلتي أولاد سليمان والتبو المتخاصمتين قبل استغلال أنصار النظام السابق العنف لاحتلال القاعدة العسكرية في المنطقة.
             
وقال أوحيدة لفرانس برس ان “قتيلين وستة جرحى سقطوا خلال اشتباكات ليل الثلاثاء الأربعاء لاستعادة السيطرة على القاعدة الجوية من قبل القوات الحكومية”.
             
إلى ذلك اكد رئيس المجلس المحلي لمدينة سبها أيوب الزروق لفرانس برس ان “قوات الجيش الوطني والثوار رفعوا العلم الوطني على البوابة الرئيسية للقاعدة الجوية تمنهنت عقب دخولها من محاور عدة  وتم أسر عدد من أتباع النظام المنهار”.
             
وقال الزروق ان “هدوءا حذرا يسيطر على أحياء مدينة سبها وضواحيها، وان حركة السكان محدودة جدا في ظل عدم توفر الوقود بالمحطات وإغلاق المحلات التجارية والمؤسسات التعليمية”، لافتا إلى أن “بعض المحال التجارية عادت للعمل مجددا”.
             
من جهته، قال عضو غرفة العمليات العسكرية في سبها الفرجاني عقيلة لوكالة فرانس برس إن “اشتباكات متقطعة تجري بين الفينة والأخرى في أحياء متفرقة من مدينة سبها لملاحقة عدد من أزلام النظام السابق تمكنوا من الفرار إلى المدينة والاختباء في بعض أحيائها”.
             
وأضاف ان “انتشارا مكثفا للقوات الحكومية المكونة من الجيش والثوار في مختلف أحياء المدينة وان الحركة بدأت تعود تدريجيا داخل المدينة رغم الحذر”.
             
وكانت اندلعت مواجهات “الحسم” الثلاثاء بعد مضي أكثر من 21 يوما من الاشتباكات.
             
وتزامنت المواجهات مع وصول تعزيزات من أجل القضاء على الجماعات الموالية للنظام السابق التي كانت تحتل عدة مواقع في سبها ومحيطها بعد إعلان حالة النفير العام في البلاد قبل أيام.
             
في وقت سابق أكد مصدر محلي لوكالة فرانس برس وصول تعزيزات وهي وحدات من الجيش ومجموعات من الثوار السابقين وفدوا في مجملهم من شرق البلاد ومن مصراتة (شمال غرب) لمساندة القوات المحلية في سبها التي تسعى لإعادة النظام في المنطقة وإنهاء الاقتتال.
             
ويشهد الجنوب الليبي بانتظام مواجهات دامية بين القبائل العربية والتبو المتحدرة من أفريقيا جنوب الصحراء. وتتنقل القبيلة الأخيرة بين ليبيا وتشاد والنيجر وتندد بتهميشها في المجتمع الليبي.
             
ومنذ سقوط نظام القذافي في تشرين الأول/أكتوبر 2011 بعد ثمانية أشهر على انطلاق ثورة مسلحة، ما زالت السلطات الانتقالية عاجزة عن ضمان الأمن والنظام في البلاد الخاضعة للفوضى والعنف.