دبي، الإمارات، 24 يناير 2014، أخبار الآن –
 
الكشف الأخير عن  آلاف الصور التي تظهر حالات من التعذيب و القتل في سوريا يمكن في المستقبل القريب أن يشكل دليلا على إرتكاب النظام لجرائم الحرب. وأظهرت الصور التي التقطت بواسطة ضابط سابق في النظام وحشية لا يمكن تصورها . عندما يتم تقديم هذه الأدلة إلى المحكمة الدولية لجرائم الحرب, من سوف يحاكم  على هذه الجرائم ؟ هل سيكونون  بعض من رؤوس النظام ؟ هل يمكن إعتبار قادة الجيش مسؤولين أيضا ؟ اليكم تعليقنا:
شيء واحد يمكن قوله عن هذه الصور البشعة : إن ضمير الامة العربية و الاسلامية و الرأي العام العالمي، لن يهدأ حتى يتم تقديم مرتكبي هذه الجرائم الى العدالة كما حدث  في رواندا  و البوسنة.  و بالرغم من صعوبة ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم  في النهاية لا بد من تطبيق العدالة
هذه  الأمثلة السابقة تؤكد لنا ايضا ان المسؤولية يمكن ان تقع على ابعد من مجرد القيادة العليا  في سوريا ، اذ انها من الوارد جدا ان تطال اتهامات ارتكاب جرائم حرب , قادة الجيش .
و حتى الوصول الى مرحلة  محكمة جرائم الحرب ، هناك الكثير من الإجراءات العقابية التي يمكن فرضها على النظام و عناصره المختلفة، بما في ذلك الجيش.
أما في حال فشل الجيش في فصل نفسه عن الأسد ، فإن الكثير من الضباط قد يجدون أنفسهم تحت التحقيق بإرتكاب جرائم حرب بعد انتهاء الازمة في سوريا  .و سيكون لهذا أيضا  تأثير خطير على الحفاظ على دولة مستقرة وآمنة بعد سقوط النظام . إذا فشل الجيش في فصل نفسه عن الأسد ، بعد ذلك سوف يفقد كل مصداقيته المتبقية مع الشعب السوري و يكون غير قادر على قمع التمرد حتى بعد أن يترك الأسد السلطة.
في الوقت الحاضر،  الجيش السوري يتبع مسار العديد من الجيوش الفاشلة الأخرى التي سبقته كالجيش الألماني والياباني في الحرب العالمية الثانية ، و الجيش العراقي في عهد صدام ، أو الجيش الليبي ايام حكم القذافي  حيث أصبح الجيش شريكا في وحشية القيادة و دمر نتيجة لذلك.
إذا فشل الجيش في فصل نفس عن الأسد ،  سوف ينتهي بهم الأمر كهدف رئيسي بجانب النظام  للعقوبات الدولية  و التي قد تصل الى  العمل العسكري. و نظرا لمدى الدمار الذي احدثه الجيش في البلاد و قيامه بقتل المواطنين ، سيكون من السذاجة للجيش الثقة في النظام وخاصة في مسألة جرائم الحرب. لأنه في حال استمرار هذه الجرائم و اصبحت معروفة لدى الجميع فإن الاسد قد يسعى لإبرام صفقة تحصنه من التهام بإرتكاب جرائم حرب و في هذه الحالة فسوف يقوم بوضع اللوم على الجيش
إذا استمرت هذه الجرائم الحرب لتصبح معروفة ، ثم الأسد قد تسعى لابرام صفقة للحصانة بلده من اتهامات بارتكاب جرائم حرب من قبل وضع اللوم على الجيش.