الحجر الأسود، دمشق، سوريا، 23 يناير، (جابر المرّ، أخبار الآن)

يتساءل سكان المنطقة الجنوبية في دمشق اليوم من أين أتت داعش إلى الحجر الأسود؟ خاصة وأن المدينة محاصرة وقد بدأت الناس فيها تموت من الجوع.


تصفية أنظف القادة

كثر الكلام في الآونة الأخيرة حول أهمية الحجر الأسود الاستراتيجية كبوابة لدخول النظام إلى كل جنوب العاصمة، لكن بسالة مقاتليه أمام القصف والطيران وخاصة بعد سقوط منطقة السبينة، بسبب كتائب عميلة؛ أدت إلى أن يحسب النظام حساباته من جديد قبل التفكير بدخول المنطقة. اليوم تدخل داعش إلى الحجر الأسود لتداهم مقرات الكتائب وتنفذ لاحقا عمليات إعدام بشعة بحق عشرة من أهم مقاتلي المنطقة وقادتها المشهود لهم بالنزاهة والمبادئ الثورية وهم من خريجي الجامعات، وذلك بعد اعترافات مفبركة أثارت الحجر الأسود بأكمله، إذ إن المقاتلين الذين أعدموا معظمهم قادة مجموعات كربيع المحمود (أبو فخري) قائد كتيبة أسود الجولان (خريج كلية الحقوق) وشقيقه طارق، اللذين أثبتا وطنية وإخلاصا للثورة غير مشهودين تتحدث عنه كل أبناء المنطقة، تأتي داعش اليوم لتعدمهم بعد أن أعجزوا النظام لسنوات تاركة أكبر كم من الأسئلة ملقى على كاهل أبناء الحجر الأسود.

التغطية على المجرمين

تاه كل من سمع الخبر بداية في البحث عن المدخل الذي وصلت داعش من خلاله إلى الحجر الأسود المدينة المحاصرة من كل الجهات بقوات النظام، أو ببساتين مقنوصة، أو بمجاعة اليرموك المحاصرة بدورها، وتبين لاحقا أن النظام الذي عجز عن تصفية أشجع القادة الميدانيين وأكثرهم نزاهة صنع داعش من داخل المناطق نفسها، وقد أصبح وجودها ضرورة كما يقول نجم: “هدول مجموعة لصوص وحرامية، النظام سلحهم لحتى ما حدا يجي يحاسبهم عكل شي عملوه، وصارو يضربوا بسيف الدين” أما أسد الدين فيخبرنا: “الناس ما عاد لاقت أكل تاكلو وداعش عندها مستودعات، مو بس شبعانين وممونين لقدام كمان”.

زج الحجر الأسود بالخلاف العشائري

تنظيم داعش مختار من عائلة واحدة وهي عائلة الخابوري، من أبناء الجولان من عشيرة البحاترة، بينما كل القادة الذين أعدموهم كانوا من عشيرة أخرى هي عشيرة الهوادجة، هل هذا محض صدفة أم أن هناك شيء منظم في كواليس النظام؟.
يجيب أبو نصوح “كل اللي عميصير فتنة وراها الأسد، أول شي علقونا سني بالحجر واليرموك ضد علوي ودرزي بالتضامن، بعدين علقونا فلسطيني ونازح، وكان وراها بيان المزعل اللي طلع متورط مع الأمن بعد ما علقو فلسطينية اليرموك مع نازحين من الحجر، واليوم علقونا ببعض نازح ونازح وصارت الحرب بين عشاير الحجر، لحتى يدمرنا أكتر وبإيدين بعضنا”، أما خالد فيشير إلى أن: “داعش ما هي بدولة إسلام، هدول نصهم كان بالأمن واليوم أتم الأمن مهمتو بقتل ربيع والشباب الله يرحمهم”

بين داعش، وصواريخ النظام وبراميله، والجوع المتفشي في الحجر الأسود مازال الناس ينتظرون حريتهم، وكم آلمهم إعدام قادة عاشروهم وقربوهم من حريتهم المنشودة على أيدي من ادعى الإسلام زورا.