غازي عينتاب، تركيا، 23 يناير، (مصطفى عباس، أخبار الآن)

بعد نأي ولأي، التأم شمل مؤتمر جنيف 2 بهدف إيجاد حل سلمي للأزمة السورية، على أساس تطبيق بنود اتفاقية جنيف 1 الذي انعقد في الثلاثين من حزيران عام 2012، وأهم مطالبها تشكيل حكومة انتقالية تملك الصلاحيات التنفيذية كاملة، وتتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررا، فضلا عن إطلاق سراح المعتقلين.

من البداية عرفنا الخاتمة ..

فالكلمة الافتتاحية لوليد المعلم ممثل وفد نظام الأسد تخبرك أن لا شيئ قد تغير لدى هذا النظام، فهو ما زال ينكر وجود ثورة سلمية جوبهت بالنار والحديد حتى تحولت إلى مسلحة، كما أن تركيز المعلم في كلمته الطويلة على انهم يحاربون الارهاب، يدل على أن ذلك ما هو إلا شماعة مازل نظام الأسد قائما لتمسكه بأهدابها.

قال المعلم وأطال ولم يقنع بكلامه حتى من يشكل الإرهاب فوبيا لديهم، بالرغم من أنه أخذ وقتاً إضافياً، غير آبهٍ بست مطالبات من قبل الأمين العام للامم المتحدة للالتزام بالوقت المحدد له، رامياً الاتهامات ذات اليمين وذات الشمال.

وعلى عكس المتوقع كانت كلمة رئييس الائتلاف الوطني أحمد الجربا جيدة ومعبرة، ذكر فيها الجربا بعضاً من رموز الثورة الذين قضوا على يد نظام الأسد، مشدداً على أن لا حل مع بقاء بشار الأسد في السلطة، ليقول كلمته الأشهر “إن وقت السوريين من دم”، حتى قال البعض: “إن الفرق بين كلمة وليد المعلم وكلمة أحمد الجربا هو نفس الفرق بين خطاب السفاح الأسد وخطاب الثورة”، بين خطاب الهمج وخطاب الشعب المتحضر.

اللافت في وفد النظام هو اصطحابه رجل دين مسيحي، كدلالة على ان نظام الأسد يحمي الأقليات، كما أن عضوة وفد النظام لونا الشبل كانت لا تكف عن الضحك بطريقة كيدية صفراء .. الإعلامي محمد منصور رأى أن اليوم الأول من جنيف انتهى بانتصار معنوي وديبلوماسي لفريق الائتلاف ولإعلام المعارضة، متمنياً عدم الغرور بالمديح والثناء لأن المعركة شرسة وصعبة، وأن تتكاتف كل جهود السوريين المتواجدين في جنيف لنبذ أي خلافات مهما كان حجمها.

كما لم ينسَ منصور أن يذكر بعدم الإفراط في التفاؤل لأن النصر الديبلوماسي المعنوي ليس كل شيء، مطالباً الجميع بأن يكونوا على قدر الدم “فالدم أمانة … والدم غالٍ .. لأنه دم الشهداء الذين ماتوا جوعا وتعذيباً وقهراً”.

الشعب الغريق في بحر من القصف والتجويع والبرد يتمنى أن تكون جنيف قشة يتعلق فيها، ولكن كل ما جرى في اليوم من المؤتمر يدل على أن جنيف 2 لا يعدو كونه “طبخة بحص” ونحن بدورنا نتمنى عكس ذلك.