القرار .. وملاحقة التطبيق
منذ صدور التعميم الأمني بقيام أصحاب المحلات التجارية بدمشق بطلاء واجهات محلاتهم بلون العلم السوري، بدأت عمليات مراقبة تنفيذ القرار بعد أيام قليلة، من قبل عناصر الأمن واللجان الشعبية (الشبيحة) بقوة السلاح. والغريب في الأمر أن هذا التعميم قد نبه إلى ضرورة طلاء المحلات ليس تحت طائلة المسؤولية كما هو العرف دائماً، ولكن هذه المرة تحت طائلة التهمة بالإرهاب ودعم الإرهابيين!. وهذا يعني أن من يرفض التنفيذ سيلاحق أمنياً أو تشبيحياً.
ويذكر أن ألوان المحلات في الأسواق السورية كانت قد طليت باللونين الأبيض والبني منذ فترة طويلة، قبل أن تنتهي موجة توحيد المواصفات الشكلية واختيار التجار لواجهاتهم حسب ما تتطلبه مهنتهم.
المناطق المحيطة بالعاصمة ..
أجبر الخوف أصحاب المحلات التجارية، لاسيما في المناطق التي تسيطر عليها اللجان الشعبية، على البدء بعملية الطلاء، فقد بدأت محلات الزاهرة القديمة والجديدة بالعلم السوري وفي بعض الأحيان بطباعة صورة بشار الأسد وسط الواجهة، والأمر ينطبق على محلات جرمانا والدويلعة والميدان، قبل أن تصل إلى وسط العاصمة التي لم تنفذ محلاتها القرار حتى الآن.
يقول صاحب محل للموبايلات في منطقة الزاهرة: “محلي قريب من الحاجز والشبيحة والعواينية يمرون كل يوم، دهان المحل أفضل من السطو على أجهزة الموبايل”.
ورغم ذلك فلم تكن الاستجابة قوية في الفترة الأولى، لكن التشديد على تنفيذ القرار قد ازداد خلال هذا الأسبوع.
أبعاد القرار ..
يرى كثير من الناشطين أن هذه الخطوة تمهيدية قبيل مفاوضات جنيف والانتخابات الرئاسية المقبلة لإعطاء انطباع أن مدينة دمشق تخضع بالكامل لسيطرة النظام وأنه لا يزال مسيطرا على العاصمة.