جوبا, جنوب السودان, 21 يناير 2014, وكالات – 

أعلن جيش جنوب السودان الاثنين استعادة السيطرة على مدينة ملكال النفطية بالكامل, بعد أيام من المعارك ضد المتمردين.يأتي ذلك قبل انعقاد قمة الهيئة الحكومية للتنمية “ايجاد” التي تقوم بدور الوسيط في النزاع بجنوب السودان. وتتواجه قوات رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه المقال رياك مشار منذ منتصف يناير, بغية السيطرة على كبرى مدن ولاية النيل الأعلى, التي تبادل الطرفان السيطرة عليها عدة مرات منذ منصف ديسمبر الماضي. وكانا يحتلان بالتوالي شمالها وجنوبها. 

وصرح المتحدث باسم الجيش فيليب اغير لوكالة فرانس برس ان “ملكال باتت اخيرا بين يدي جيش جنوب السودان”. وتابع “تم طرد (المتمردين) من المدينة في الساعة 13,00 (10,00 ت غ)”.              

وتتواجه القوات الموالية لرئيس جنوب السودان سلفا كير ونائب الرئيس السابق رياك مشار منذ منتصف كانون الثاني/يناير للسيطرة على كبرى مدن ولاية النيل الاعلى (شمال شرق) التي تبادل الطرفان السيطرة عليها عدة مرات منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر وكانا يحتلان بالتوالي شمالها وجنوبها.                وتعتبر ملكال الى جانب بور كبرى مدن ولاية جونقلي (شرق) وبنتيو كبرى مدن ولاية الوحدة (شمال)، مراكز القتال الاساسية في النزاع الدائر في جنوب السودان منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر.              

والاثنين كانت مدينة بور التي استعاد الجيش السيطرة عليها في 18 كانون الثاني/يناير “هادئة”، كما اضاف اغير. وتابع “لكننا نطارد المتمردين على بعد حوالى 60 كلم شمال المدينة”. وعلى الرغم من التقدم الذي احرزه الجيش مؤخرا، يبدو ان المتمردين ما زالوا يسيطرون على مناطق ريفية واسعة في ولايتي اعالي النيل وجونقلي وسائر انحاء البلاد.              

وستعقد قمة للهيئة الحكومية للتنمية (ايغاد) الخميس في جوبا بحضور الرئيس السوداني عمر البشير، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السودانية الرسمية.           وايغاد، التجمع الذي يضم سبع دول في شرق افريقيا، تقوم بدور الوساطة في المحادثات الجارية بين المتحاربين، في اديس ابابا مقر الاتحاد الافريقي، في محاولة لم تنجح حتى الان، للتوصل الى وقف لاطلاق النار.              

وستكون الزيارة الثانية الى جوبا للبشير -العدو اللدود سابقا لحركة التمرد الجنوبية التي اصبحت على راس دولة جنوب السودان الحديثة-  منذ بداية المعارك في جنوب السودان في منتصف كانون الاول/ديسمبر. ومساء الاثنين، وجه الرئيس سلفا كير مدفوعا بالانتصارات الاخيرة التي حققها على الارض،”دعوة الى رياك مشار ومجموعته لالقاء السلاح”، مطالبا ب”وقف الاعمال الحربية دون شروط”.              

وفي بور لم يبق اليوم سوى مبان مدمرة او محترقة، على ما افاد مراسل فرانس برس. كما انتشرت في الشوارع جثث متحللة تبعث روائح خانقة.              واكدت اشين مابيو وهي من سكان المدينة، من مقر البلدية انها تعرضت للاغتصاب من المتمردين عندما كانوا يسيطرون على المدينة وانها راتهم يعدمون عددا من المرضى.              

وروت هذه الام لسبعة ابناء التي تبلغ ال39 من العمر “استهدفونا عدة مرات. خفنا من ان يغتصبنا هؤلاء الناس. اتى عدد منهم للنيل منا. كانوا يريدو قتلنا”.      واكدت الامم المتحدة في بيان ان جنودا حكوميين هددوا طاقم الامم المتحدة في بور بعد ان منعوا من دخول قاعدة مجاورة تابعة للمنظمة الدولية، علما ان هذه القاعدة تؤوي حوالى 10 الاف لاجئ.              

ونفى جيش جنوب السودان هذه المعلومات مؤكدا ان عناصره ارادوا فقط  التحقق من معلومات افادت ان القاعدة تؤوي متمردين، الامر الذي نفته الامم المتحدة. ومنذ 15 كانون الاول/ديسمبر الماضي اسفرت المعارك الدائرة في جنوب السودان، الدولة التي استقلت في تموز/يوليو 2011، عن نزوح 450 الف شخص بحسب الامم المتحدة بينما تحدثت بعض المصادر عن سقوط الاف القتلى.              

ويتهم سلفا كير خصمه رياك مشار الذي اقيل في تموز/يوليو وحلفاءه بتدبير محاولة انقلاب ضده لكن مشار ينفي ذلك ويتهم بدوره كير بانه يسعى الى تصفية منافسيه.وتعود جذور اعمال العنف الى خصومة قديمة بين المتمردين السابقين في جنوب السودان الذين قاتلوا نظام الخرطوم في اثناء الحرب الاهلية (1983-2005) قبل ان يصبحوا قادة استقلال جنوب السودان في 2011، مع خلافات تاريخية بين اتنيات البلاد.              

واتهمت منظمات غير حكومية والامم المتحدة الطرفين بارتكاب فظاعات. والاسبوع الماضي، تحدث مساعد امين عام الامم المتحدة لحقوق الانسان ايفان سيمونوفيتش عن “مجازر واسعة النطاق، وعمليات اعدام بلا محاكمة وتدمير واسع النطاق وتجنيد اطفال”.