ريف حماة، سوريا، 17 يناير، (مصطفى جمعة، أخبار الآن) –

 يستغِل الأطفال في سوريا  الجو الماطر للعب خارج المنزل ، محاولين تعويض النقص الكبير من خلال هذه الفرصة ، فهم اُجبـِروا على عيش هذا الواقع وسط غياب الكوادر التعليمية ، بسبب تعرض مناطقهم للقصف المركز والمتكرر ، مراسلنا مصطفى جمعة لديه المزيد عن معاناة الأطفال وأحدى صور هذه المعاناة من ريف حماة  في هذا التقرير .

١. محمد – طفل من مدينة كفرزيتا
٢. هديل – طفلة نازحة من بلدة كرناز

يستيقظ محمد باكراً في كل يوم ليذهب إلى مدرسته ، وفي خاطره حلم يتلاشى ويندثر ، فهو لا يجد أياً من رفاقه في الصف أو في المدرسة .

يقف محمد ابن التسعة أعوام في هذا المدخل الذي تعرض للقصف ، متأملاً المكان الذي كان يعج ذات يوم بالأطفال ، وتمضي ساعات وهو ينتظر ، فيعود إلى المنزل ويخرج بعد ذلك للبحث عن أحد ليلعب معه .

محمد – طفل من مدينة كفرزيتا : كنا في كل يوم نأتي لنلعب هنا أنا ورفاقي ، واليوم لم يبقى الكثير منا ، بقينا عدة أشخاص فقط ، نأتي لنلعب هنا وبعدها نعود إلى المنزل ، كل أصدقائي نزحوا من القصف ، ولا يوجد مدارس أو معلمين”.

يحاول محمد أن يمضي يومه مع من بقي من أطفال الحي ، مستنبطاً ألعاباً جديدة حين يكون بمفرده ، ومنطوياً تحت قوانين اللعبة في حال وجود طفل آخر يلعب معه ، هذا إن وجد .. فذوي الأطفال لا يأمنون على أولادهم باللعب خارج المنزل ، حرصا ً منهم على حياتهم ، فرب قذيفة قد تسقط على المدينة بإمكانها أن تسحق أملاً لازال يتبدد في ظل استمرار الحرب .

هو حال الكثيرين من الأطفال الذين ينتهزون الفرصة للعب خارج المنزل في حين وجد الحظر الجوي ، ألا وهو الجو الماطر .

هديل – طفلة نازحة من بلدة كرناز : “لا يوجد معلمين ولا نستطيع أن نفهم الدروس التي نحضرها ، والطائرات في كل يوم تأتي ، لا نستطيع الدراسة ، حين يأتي الطيران يقومون بإنزالنا إلى البناء الأرضي “.

لا يبالي هؤلاء الأطفال في بردٍ قارص ولا بغدر قذيفةٍ ولا بظلم الحياة التي لم ترحم برائة أحلامهم ، فالكل منهم حلم صغير حسب رأيه ، ولكن من المستحيل تحقيقه في بلد يعيش الموت في كل يوم عشرات المرات .

محمد – طفل من مدينة كفرزيتا : “لا أريد شيئاً فقط أريد أن يعودوا رفاقي وأن أعود إلى مدرستي ، هذا كل ما أريده” .