واشنطن ، 17 يناير ، وكالات –
قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري من إن العالم لن يسمح لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بخداعه خلال مؤتمر جنيف 2، المقرر عقدة في سويسرا الأربعاء المقبل.واضاف كيري للصحافيين أن الهدف من مؤتمر جنيف 2 هو تطبيق جنيف 1، والذي لم يتم تنفيذ بنوده التي تنص خاصة على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
وبمبادرة اميركية روسية، عقدت قوى المعارضة السورية مساء اليوم في اسطنبول اجتماعا مغلقا للبت في امكانية مشاركتها في مؤتمر جنيف-2 الدولي حول سوريا.
وفي محاولة أخيرة من واشنطن لإقناع المعارضة بالمشاركة قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمعارضة إن المؤتمر فرصة لتحقيق أهداف الشعب السوري وثورته من خلال حل سياسي، ورفض كيري مطالبة كل من موسكو وإيران والنظام السوري بأن يتناول جنيف 2 مكافحة الإرهاب بدل الأزمة السورية.
وكان مندوبو المعارضة المعتدلة لبشار الاسد عجزوا خلال اجتماع سابق في اسطنبول قبل عشرة ايام عن اتخاذ قرار بشأن المشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا بسبب الانقسامات القائمة بينهم.
وعشية اجتماعهم الجديد حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري مجددا الائتلاف على المشاركة في مؤتمر جنيف-2. وقال كيري متحدثا امام الصحافيين أنه “عشية الجمعية العامة التي سيتخذ خلالها الائتلاف الوطني للمعارضة السورية قرارا في شان مشاركته في مؤتمر السلام في جنيف، تدعو الولايات المتحدة الى تصويت ايجابي” واضاف “ينبغي تمكين الشعب السوري من تحديد مستقبل بلاده، ينبغي الاستماع الى صوته”.
ويرفض قسم من اعضاء الائتلاف بدءا بمكونه الرئيسي المجلس الوطني السوري، الجلوس الى الطاولة ذاتها مع ممثلي نظام دمشق. واشترط المجلس في تشرين الثاني/نوفمبر من اجل المشاركة في جنيف-2 ان يكون التفاوض على “انتقال السلطة بكل مكوناتها واجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل” الاسد مطالبا في الوقت نفسه بوقف اطلاق نار خلال المحادثات.
كما أكد الائتلاف خلال جمعيته العامة السابقة في تشرين الثاني/نوفمبر “التزامه المطلق بأن هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها بشار الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سوريا السياسي”. غير ان مطالب المعارضة السورية لم تتحقق. وكرر النظام السوري انه لن يذهب الى جنيف “لتسليم السلطة الى احد .. ولن نقبل عقد صفقات مع احد” مؤكدا انه يعود لبشار الاسد ان يقود المرحلة الانتقالية.
وفي مواجهة التحفظات المتزايدة في صفوف المعارضة على هذا المؤتمر، ضاعفت الجهات الغربية والعربية الداعمة للمعارضة السورية التطمينات والضغوط لاقناعها بالذهاب الى سويسرا، حيث باتت مشاركتها في المؤتمر شرطا لا بد منه لتاكيد مصداقيتها. وفي هذا السياق اكد مؤتمر اصدقاء سوريا المنعقد الاحد في باريس ان “لا مستقبل” للاسد في سوريا.
غير ان رئيس الائتلاف احمد الجربا لم يخف “قلق” الائتلاف و”شكوكه” و”مخاوفه” بشان ما سيفضي اليه مؤتمر جنيف-2. ونقلت وسائل اعلام بريطانية ان واشنطن ولندن هددتا المعارضة السورية مباشرة بقطع مساعداتهما لها اذا لم تشارك في المؤتمر الدولي. وقال مسؤول في الائتلاف لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) وصحيفة الغاريان طالبا عدم كشف اسمه “ابلغونا بوضوح شديد انهم سيوقفون دعمهم لنا واننا سنخسر مصداقيتنا لدى المجموعة الدولية اذا لم نشارك في المؤتمر”.
ونفت واشنطن ولندن ان تكونا وجهتا مثل هذا التهديد الا ان معارضة الداخل تذرعت بذلك لتعلن الاربعاء عدم ذهابها الى سويسرا. واعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي التي لا تنتمي الى الائتلاف الاربعاء ان “الأمم المتحدة والدولتين الراعيتين (الفدرالية الروسية والولايات المتحدة)” طالبت “الائتلاف بتشكيل وفد وازن للمعارضة السورية في جنيف تحت مظلة الائتلاف”.
وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس ان “الائتلاف لا خيار لديه وبالتالي سوف يرسل على الارجح وفدا الى مونترو” في سويسرا لكنه راى ان “هناك احتمالات عالية بان يتفكك جراء هذا القرار”. وسيسعى المؤتمر الدولي الذي ينطلق في مونترو قبل الانتقال الى جنيف لايجاد حل سياسي يمكن ان يضع حدا للنزاع المستمر في سوريا منذ اذار/مارس 2011 والذي اسفر عن اكثر من 130 الف قتيل وملايين اللاجئين والنازحين.