نواكشوط، موريتانيا، 15 يناير 2014، (لمين عبدو، أخبار الآن) –

ما تزال حمى الملاريا منتشرة بشكل واسع ووبائي في موسم الأمطار في موريتانيا برغم الجهود الحكومية للقضاء على المرض والتي تتم بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وهيئات أممية أخرى.
إلا أن هذه الجهود لم تؤت أكلها بسبب غياب الصرف الصحي في أغلب المدن وانتشار المستنقعات التي تخلفها الأمطار لتشكل بيئة مثالية لتكاثر بعوض الملاريا.

هذه الناموسيات المشبعة بمواد طاردة للبعوض هي إحدى السلع القليلة التي لا يتأثر رواجها بتغير فصول العام، حيث تبقى محافظة على سعر 20 دولارا للناموسية في حين تحتاج الاسرة إلى عدد أفرادها تقريبا من هذه الناموسيات التي تمثل وسيلة الوقاية الأكثر استخداما من حمى الملاريا في موريتانيا الواقعة جغرافيا في منطقة الساحل الافريقي  أحد الجيوب المتبقية  لهذا المرض في العالم.
 
حبيب الله ولد أحمد : طبيب
هذا الوباء في الحقيقية يخلق العديد من التحديات وبرغم ما تبذله منظمة الصحة العالمية وما تبذله الحكومة الموريتانية فإنه ما زال يشكل هاجسا يؤرق القائمين على قطاع الصحة…وعندنا في موريتانيا تعتبر المناطق الجنوبية على ضفة النهر والمناطق الشرقية أيضا على الحدود مع مالي ومناطق الوسط من أكثر مناطق البلاد عرضة للوباء.
تفتك الملاريا سنويا بآلاف الموريتانيين وتودي بحياة المئات،ما دفع الحكومة إلى تأسيس برنامج وطني متخصص في مكافحة هذا المرض يتركز نشاطه على التوعية بمخاطر المرض وسبل الوقاية منه،وتوزيع الادوية الواقية والناموسيات،مع التركيز على فئة الأطفال و النساء الحوامل.
ابراهيم الخليل ولد أحمد بزيد : مسؤول الاعلام في البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا
في السنوات الاخيرة أصبحت الملاريا تهدد جميع سكان موريتانيا بفعل عدة عوامل منها التغيرات المناخية والأمطار وانتشار السدود وزراعة الواحات في الشمال وغيرها ، وبالتالي أصبحت موريتانيا بجميع مناطقها حتى العاصمة نواكشوط مهددة بفعل هذا المرض الخطير.
على الأرض تجعل المعطيات طموح برنامج مكافحة الملاريا في القضاء على المرض يبدو طوباويا إلى حد كبير، فالمستنقعات المنتشرة في المدن،بما توفر من بيئة مثالية لتكاثر بعوض الملاريا، وانعدام الصرف الصحي،وضعف التغطية الصحية كلها عوامل تجعل من المستبعد القضاء على الملاريا في البلاد على الأقل في المدى المنظور.