القلمون، ريف دمشق، سوريا، 10 يناير، مالك أبو خير، أخبار الآن –
في بداية الثورة كان الحديث عن تمويل الكتائب في الجيش الحر امرأً غير محبب، كونه يعد ضمن أسرار الثورة والعاملين فيها، فضلاً عن أن بعض المثقفين والكتاب اعتبروا الحديث عن هذا الأمر فضحاً لأوراق الثورة وكان الصمت عنها لفترة طويلة مؤذياً للثورة أكثر من نفعه لها.
الذخيرة هي العامل الأهم في عمل أي كتيبة عاملة على الأرض، فمن دونها لا معنى لكل وجودها العسكري، وفي الداخل هناك تفاوت كبير بين الكتائب في مجال الذخيرة والعتاد فضلاً عن التفاوت في مستوى العمل، فهناك كتائب تمتلك من الذخيرة ما يكفي لفتح مئة جبهة وتجدها لا تشارك إلا بما قل وندر من المعارك ويكون حضورها وفقاً لحصتها من الغنائم، في حين ان هناك كتائب أخرى تمتلك القليل وبهذا القليل تخوض معارك وتحرر مواقع.
الغريب في الأمر هو الإهمال الكبير والمقصود من جهات تمول كتائب على الأرض لكتائب عاملة وفعالة لصالح أخرى اقل فعالية، فمثلاً هناك إحدى الكتائب التي انسحبت من معارك القصير في أوج الحرب واتجهت نحو القلمون بدلاً من البقاء والصمود في ارض المعركة، وحين اتصل بعض قادة الكتائب بالداعمين لقائد الكتيبة المنسحبة من ارض المعركة موضحين له ما حدث كان الجواب:” نحن نعلم ما قام به وموافقين عليه وسنستمر في دعمنا له”، ومما لاشك فيه ان هناك سياسة متبعة في دعم كتائب وإهمال أخرى، وسياسية هذا الدعم يتم وفقاً لأجندات الأشخاص او الدول الداعمة على الأرض.
” ابو محمد” قائد لاحدى الكتائب العاملة في القلمون، وقد شاركت في العديد من المعارك أهمها المعارك عل طريق دمشق حمص الدولي يقول:” جميع ما نمتلكه من أسلحة وذخائر هي من الغائم التي حصلنا عليها من معارك التحرير ضد قوات الاسد، لم يقدم لنا أي دعم من الخارج حتى بالمال، والسبب أننا رفضنا ان نكون ضمن سياق سياسة دولية نتحول من خلالها لمجرد أحجار شطرنج نتحرك وفق القرارت والتعليمات، فأحيانا لا يوجد بين ايدنا ذخيرة كافية لتحرير حاجز يقطع علينا تحركاتنا وقد يضطرنا الأمر إلى استدانة ذخيرة من كتائب أخرى وإعادتها بعد حصولنا على غنائم من الحاجز الذي قمنا بتحريره”.
بعض الكتائب تحصل على دعم مالي عبر ألاعيب تمارسها كأن تقوم بالهجوم على حاجز وتصوير هذا الهجوم والحصول من خلال الفيديو على دعم مالي كبير وتبدأ بعدها للتحول من كتائب تشارك الجيش الحر في القتال الى مجموعات للسرقة والسطو وخطف الصحفيين والاجانب والمفاوضة عليهم مقابل المال، والمؤسف في الامر ان مثل هكذا كتائب تجد الدعم المالي يزداد اليها رغم معرفة جهات الدعم حقيقة سلوكها على الارض.
والمؤلم في الامر هو وجود كتائب لا تتمتع القيادة بها بروح العقلانية او الرؤية البعيدة المدى، حيث تجد ان لها سجونا وتقوم باعمال التصفية والقتل بناء على معلومات وشبهات دون التأكد من مصداقيتها، وهذا ما يوقع الكثير من القتلى على الارض ويثبت في بعد برائتهم من التهم التي نسبت اليهم.
الذخيرة هي العامل الاهم في المعركة، ومن خلال هذا العامل استطاعت العديد من جهات التمويل تحويل سير المعارك على الارض لصالح النظام عبر قطع الامداد او اجبار كتائب اخرى على التراجع في ارض المعركة كما حصل في معارك القصير والتي لولا تراجع بعض الكتائب وانسحابها المفاجئ من خطوط المعركة وفتح ثغرات ساعدت قوات النظام على التقدم لما سقطت ولبقي الثوار يقاومون حتى يومنا هذا.