دمشق، سوريا، 10 يناير، (جابر المر، أخبار الآن) –

صرّح (هزوان الوز) وزير التربية في الحكومة السورية أن الوزارة اتخذت قراراً بأن يكون هناك اختيار للطالب بدءاً من الصف السابع، (الأول الإعدادي) للغته الثانية حيث يمكنه الاختيار ما بين الروسية والفرنسية.
وأضاف الوزير، في تصريح نقله موقع الوزارة الرسمي على الانترنت، أنه مع انطلاق العام الدراسي القادم ستكون الوزارة قد انتهت من جميع الاستعدادات لتعليم اللغة الروسية في عدد من مدارسها بدءاً من المناهج وصولا إلى المعلمين والمدرسين.

سعي الأسد الأب نحو الفرنسية

بعد ضخ مبالغ طائلة من الحكومة الفرنسية عملت حكومة بشار الأسد منذ توليه الرئاسة على التحضير لإدخال اللغة الفرنسية كلغة أجنبية رديفة للغة الإنجليزية ولم يقف الأمر عند هذا الحد فقد دعم المركز الثقافي الفرنسي ليصبح المركز الثقافي الأهم والأنشط في فترة ما قبل الثورة، ولم يكن يخفى على أحد من سكان العاصمة أن الفرانكوفونية أضحت السمة العامة لثقافة العاصمة دمشق، خصوصا بعد أن وافق نظام الأسد على تبديل شكل تمثال يوسف العظمة في ساحة المحافظة بعد أن كان شاهرا سيفه، الأمر الذي لم يرق كثيرا للفرنسيين فضخوا مبالغ هائلة أغدقوها على نظام الأسد كي ينزلوا سيف الرجل الوحيد الذي رفض انتدابهم واتخذ موقفا بطوليا ليحاربهم في ميسلون على أبواب دمشق.

اللغة شكل للاحتلال

تعد لغة شعب ما أو حتى اللغة التي يدرسونها مفتاح تبعيتهم في حال كانت دولة من دول العالم الثالث، فمنها يمكنك الوصول إلى معرفة أي من الدول خضعت سابقا أو تخضع اليوم، فمن احتلال إسبانيا لأمريكا اللاتينية نتج أن لغة اللاتينيين كلها هي الإسبانية بينما تتكلم البرازيل دونا عن جيرانها اللغة البرتغالية وقد كانت قد خضعت لها سابقا، لذلك نستطيع معرفة قيمة أن تدرس اللغة الروسية اليوم، في سوريا ومعنى ذلك هو حجم الاحتلال الروسي العسكري، والاقتصادي، ووصولا إلى المستوى الثقافي اليوم المتجسد في تدريس لغته في المدارس.

رد فعل السوريين

كحل السوريون غصتهم بالسخرية من أن ستأتي 450 مدرسة للغة الروسية لتعلم أطفالنا لغة ثقيلة على السمع، ويكره السوريين أصحابها الذين مولوا الأسد بكل أدوات القتل التي وجهت إليهم، يقول بسام: ” الأسد ما ضل عندو شي يقدموا غير لسانات ولادنا، بدو حتى هاي اللسانات ينطقها روسي”، أما محمد فيسخر من المدرسات اللاتي ستأتين إلى سوريا: “تعودنا على إنو تكون الروسية يا عاهرة يا بارودة، أما مدرسة فهي شغلة جديدة لازم تعطونا وقت لحتى نستوعبها .. يا حيف”.
حالة من الصدمة سببها إعلان وزير التربية الذي فهمه السوريون جميعا على انه إعلان لآخر مظاهر الاحتلال الروسي للبلد، فتجرعوه بمرارة منتظرين القادم من الأيام وكلهم أمل بأن تنتهي الحرب حتى قبل أن يتمكن النظام من فرض مناهج التعليم التي يريد.