جوبا، جنوب السودان، 9 يناير 2014، ا ف ب –
استمرت المعارك في جنوب السودان في حين يبدو ان المفاوضات التي بدات في اديس ابابا بين حكومة جوبا والمتمردين بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار، ستطول كثيرا.
وميدانيا اكد كلا الطرفين، قوات التمرد وجيش جنوب السودان، وقوع معارك في مدينة بور الاستراتيجية عاصمة ولاية جونقلي في شرق البلاد التي يسيطر عليها المتمردون حاليا وتبادل الطرفان السيطرة عليها ثلاث مرات منذ اندلاع المواجهات الشهر الفائت.
ومن بلدة مينكامن على بعد 25 كلم جنوبا لاحظ مراسل فرانس برس ان عددا كبيرا من المدنيين يفرون من المعارك فيما كان يسمع دوي مدفعية ثقيلة. وقال جون ماراش المنسق الانساني للسلطات المحلية ان “الناس يفرون من المعارك حول بور ويصلون باستمرار يوميا بواسطة زوارق. نقوم بما في وسعنا لمساعدتهم”.
وتدور معارك اخرى في ولاية اعالي النيل النفطية حيث تحدث المتمردون عن انضمام منشقين اخرين من جيش جنوب السودان اليهم.ويشهد جنوب السودان الذي نال استقلاله في تموز/يوليو 2011 معارك عنيفة منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر الفائت.
واندلع النزاع بين وحدات في الجيش موالية للرئيس سلفا كير واخرى موالية لنائبه السابق رياك مشار المقال في تموز/يوليو، لكن المعارك تصاعدت عندما انضم الى متمردي مشار ضباط في الجيش وميليشيات قبلية.
ويتهم سلفا كير رياك مشار بالقيام بمحاولة انقلاب لكن الاخير ينفي ذلك ويتهم بدوره كير بالسعي الى تصفية كل خصومه.ومن اديس ابابا شدد ناطق اخر باسم المتمردين على ان هؤلاء لن يوقعوا اي اتفاق لوقف اطلاق النار طالما لم تفرج حكومة جوبا عن حلفائهم المعتقلين منذ بداية المعارك. وتعتبر مسالة الافراج عن هؤلاء الاسرى وعددهم 11، من اهم نقاط المفاوضات التي بدات الاثنين في العاصمة الاثيوبية.
وشدد المتحدث يوهانس موسى بوك على انه “لا بد من الافراج عن رفاقنا كي يتمكنوا من الذهاب الى (اديس ابابا) والمشاركة في المباحثات” مؤكدا “ننتظر الافراج عن اسرانا وعندما يفرجون عنهم سنوقع حينها اتفاق وقف اطلاق النار”.
كذلك ضغطت الهيئة الحكومية لتنمية شرق افريقيا (ايغاد) التي ترعى مفاوضات اديس ابابا، من اجل الافراج عن الاسرى الاحد عشر لكن جوبا ما زالت حتى الان ترفض ذلك معتبرة انه يجب محاكمتهم بشكل عادي.
ومن جوبا كرر المتحدث الرئاسي اتيني ويك اتيني موقف الحكومة قائلا ان “الرئيس لا يمكنه التدخل للافراج عن اشخاص يشتبه بارتكابهم جرائم. الرئيس يستطيع فقط التدخل حين تتم محاكمة هؤلاء”.
ومن الصعب تحديد حصيلة النزاع المستمر منذ اكثر من ثلاثة اسابيع. وتحدثت الامم المتحدة عن مقتل اكثر من الف شخص في حين لفتت مصادر انسانية اخرى الى الاف الضحايا بالنظر الى عنف المعارك في جوبا في الايام الاولى اضافة الى المواجهات الدامية المستمرة في ولايات جونقلي والنيل الاعلى والوحدة.
وافادت الامم المتحدة ان نحو مئتي الف شخص نزحوا فيما فر اكثر من ثلاثين الفا اخرين من البلاد الى اوغندا المجاورة. ووردت معلومات عن مجازر وعمليات اغتصاب ذات طابع قبلي من المعسكرين ووعدت الامم المتحدة بالتحقيق فيها لان النزاع اتخذ بعدا قبليا بين قبيلتي الدينكا التي ينتمي اليها سلفا كير والنوير التي ينتمي اليها رياك مشار.
ويتفاقم الوضع الانساني في الاثناء. وقال مسؤول العمليات الانسانية في الامم المتحدة في جنوب السودان توبي لانزر “اننا نواجه كارثة انسانية” مضيفا “انها فترة خطيرة بالنسبة للبلاد ويجب ان تتوقف المعارك”.
من جهته، صرح رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر بيتر مورر من جوبا “حتى لو كنا عززنا ردنا في شكل كبير في الاسابيع الثلاثة الاخيرة، فان ما يمكننا القيام به حاليا غير كاف”.
من جانبها، رفضت اوغندا المتهمة بالانحياز لحكومة جوبا ضد المتمردين، الاربعاء سحب قواتها من جنوب السودان. وقال متحدث باسم الحكومة الاوغندية “لن نسحب قواتنا لاننا موجودون في جنوب السودان بناء على دعوة من الحكومة الشرعية لاجلاء المدنيين الاوغنديين العالقين هناك”.
واضاف ان الجيش الاوغندي “موجود في جنوب السودان ويحرس خصوصا مطار جوبا اضافة الى منشات حكومية رئيسية، لكننا غير ضالعين في اي معركة”.