دمشق، سوريا، 4 يناير، (محمّد صلاح الدين، أخبار الآن) –
تناولنا في الجزء الأول من حديثنا عن سجون وزنزانات نظام الأسد معلومات حصريّة عن طبيعة تلك السجون وماهيّتها وفي هذا الجزء نستعرض بعضاً من شهادات ذوي عدد من المعتقلين والمعتقلات في سجون النّظام السوري أو المخطوفين والمغيبين قسرياً.
يقول علي ذو الـ 34 عاما إنّه فقد الاتّصال بأمّه المسنّة ذات الـ 70 عاما وشقيقه الأصغر طارق (31 عاما) وزوجته الحامل حينها وأطفاله الستّة في الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني عام 2013 بعد أن احتجزتهم قوات النّظام في المعمل الّذي يديره طارق في مدينة عدرا الصنّاعية ليستخدمهم والمدنيين العاملين في المعمل دروعاً بشريّة خلال العمليات العسكرية التي بدأها الجيش الحر في المنطقة آنذاك.
ويضيف علي سارداً تفاصيل ما جرى: ” عندما بدأ الجيش الحر عملية عسكريّة للسيطرة على حي جوبر الدّمشقي (حيث يقطن أمّي وأخي وعائلته) ارتأى الإقامة في المعمل الذي يديره في عدرا بعيداً عن القصف والاشتباكات التي صارت حدثاً يوميّاً في جوبر. بعد قرابة الشهر بدأ الجيش الحر عملية عسكرية مفاجأة في عدرا فاحتمت قوات النّظام بالمدنيين في المعمل واستخدمهم دروعٍا بشريّة حالت دون إتمام الحر عمليته العسكرية حفاظاً على أرواحهم، استمر الحجز قرابة الأربعين يوماً قبل أن ينقلهم النّظام إلى جهةٍ مجهولة، بدأنا حينها السؤال عنهم وعن مكان تواجدهم فلم نحصل على أيّ خبرٍ يوصلنا إليهم، لجأنا إلى كثير من الوساطات علّهم يساعدوننا بشيء، فلم نحصل على إجابات بالرغم من سؤالنا عنهم في جميع الأفرع الأمنية والسجون النّظاميّة إلّا أنّ أحداً لم يعترف بوجود “أضابير” لهم أو ملفّات تخصّهم ونحن الآن وبعد اقتراب عامٍ على اختفائهم فإنّنا نطالب المنظّمات الدوليّة ومنظمات حقوق الانسان بمساءلة النّظام السوري عن مصيرهم ومصير آلاف غيرهم مجهولي المصير”.
أمّا أبو زاهر فيقول إنّ ابنه محمّد البالغ من العمر عشرين عاماً احتجز لدى مروره على حاجز النور في المليحة قادماً من دمشق قبل نحو سبعة أشهر بتهمة تهريب الخبز الممنوع إدخاله إلى الغوطة الشرقية المحاصرة ويضيف قائلاً: ” اتصل بي شخص أسمى نفسه النقيب ماهر مسؤول حاجز النور وطلب منّي مبلغ مليون ليرة خلال مهلة 24 ساعة ليطلق سراح ابني محمد وإلّا فلن تعرف بعدها ” العفاريت الزرق ” مكانه، لم أستطع تأمين المبلغ إلّا بعد مضي ثلاثة أيام من احتجازه لأفاجئ بأنّ ابني قد سُلّمَ إلى فرع المخابرات الجويّة في دمشق وإلى الآن لم تصدر بحقّه أيّة محاكمة ولا يزال معتقلاً بشكل تعسفيّ منذ ذلك الحين”.
فيما يقول أسعد المقاتل في الجيش الحر إنّ زوجته ( علا ) البالغة من العمر 19 ربيعاً اختطفت في العاصمة دمشق من قبل اللجان الشعبية المنتشرة على حواجز العاصمة والتي طالبت أهلها بفدية بلغت مليونا ونصف المليون ليرة وبالرغم من تسليم المبلغ للخاطفين إلا أنّ (علا) لم تعد إلى المنزل حتّى الآن منذ اختطافها قبل تسعة أشهر في مارس / آذار الماضي.
وتشير التقارير الحقوقية للمنظمّات الدوليّة والإنسانيّة إلى استخدام النّظام لإسلوب الخطف والتغييب القسري بشكل ممنهج في حربه على الشعب السوريّ الثائر وإنّ آلافاً من المدنيين بات مصيرهم مجهولا بعد اختطافهم من قبل النظام السوري.
للإطلاع على الجزء الأول يرجى الضغط هنا