دمشق، سوريا، 2 يناير، (سيف الدين محمد، أخبار الآن) – 

لم يترك الصراع الدموي الدائر في سوريا مساحة كبيرة للتواصل الاجتماعي والعاطفي بين الفسيفساء السورية المتعددة، باستثناء بعض المناطق التي لم يتم فيها ذاك الفرز الطائفي أو تبعاته وهي حالات باتت شبه نادرة.

النظام السوري .. ولعبة التفرقة الطائفية

منذ أن لعب النظام لعبته الطائفية المكشوفة، في سبيل وأد الثورة السورية، بات من السهل رؤية الانكفاء نحو العلاقات الأسرية والطائفية لأنها تشكل نوعا من الحماية والأمان.
وهكذا تكرست قطيعة الأوصال الاجتماعية بعد مضي ستة أشهر على عمر الثورة السورية، من خلال لعبة الوجود التي كرسها النظام لدى طائفته حيث انجر أبناء الطائفة العلوية على كافة مستوياتهم وراء هذا الشعور الجماعي، وهو الحال الذي أدى لوجود ردة فعل من الجانب الآخر مشابهة إلى حد كبير ولكن بدرجات أقل.

العلاقات الاجتماعية .. الآن

قسمت المناطق في معظم المدن السورية، إلى مناطق ميزتها الرئيسة هو التجمع الطائفي، ويستثنى من ذلك المدن التي لا تشهد التقسيمات المتعددة الطوائف والمناطق، كما في حلب على سبيل المثال. أما باقي من تبقى مثل حمص واللاذقية وحماه وطرطوس ودمشق بدرجة أدنى فقد تحولت جميعها إلى تجمعات متجانسة يجمعها الترابط الأولي/ الطائفي

سألنا السيدة (منيرة) التي كانت تسكن في مدخل مدينة المعضمية وهي من الطائفة العلوية عن سبب تركها المنزل: “الارهابيين عم يقتلونا كل يوم وبخاف يهجموا ع الحارة وننقتل كلنا”.
بالمقابل ترى (أم محمود) من سكان حي التضامن أنها لا تستطيع العودة بعد نزوحها هي وعائلتها: “شلون برجع والشبيحة والجيش بدهون يقتلوا كل الشباب ويتحرشوا بالنسوان .. ما بتقدر تعيش مع ناس بيتمنوا الموت الك كل دقيقة وبيكونوا مبسوطين”.

علاقات الحب .. المستحيلة

(ريم) فتاة من حمص من حي الزهراء المشهور بتصلبه الطائفي في ظل الأحداث على علاقة مع شاب من دمشق منذ أكثر من خمس سنوات، عندما قررا الزواج اصطدما برفض قوي من الأهل بالرغم من معرفتهم بالموضوع بحجة أن المحيط في المنطقة سوف يستبعدهم وقد يصل إلى درجة الإيذاء لأن من شأن ذلك الزواج أن يعني أنهم تصالحوا مع “الإرهابيين” كما يقولون ومن يمثلهم أيًا كان موقفه واتجاهه. وقس على ذلك الكثير من نمط علاقات الحب والارتباط المستحيلة في زمن الحرب في سورية.

—