حلب ، 30 ديسمبر 2013 ، رويترز –

وسط الدمار والرعب التي تشهده حلب جراء القصف بالبراميل المتفجرة …  شكل مجموعة من المتطوعين فريقا للدفاع المدني يسعى للاستجابة على الفور ومحاولةِ انقاذ ضحايا الهجمات. ويخاطر أعضاء فريق المتطوعين بحياتهم يوميا لانقاذ وإجلاء المدنيين الذين يسقطون في الهجمات. ويستخدمون أدوات انقاذ بدائيةً ويرتدون زيا يشمل خوذات وأقنعة للوجه ونظارات واقية.

وتستهدف مدينة حلب بشمال سوريا بحملة “البراميل المتفجرة” البدائية الصنع التي لاقت إدانة دولية. وقال المرصد السوري المؤيد للمعارضة ان 25 شخصا قتلوا في غارات يوم السبت (28 ديسمبر كانون الأول).

وأوضح المرصد ان هجوما بالبراميل المتفجرة على سوق للخضروات في أحد أحياء حلب تسبب في مقتل ما لا يقل عن أربعة أطفال وتدمير مستشفى.

وجرى تصوير متطوعي فريق الدفاع المدني لحظة شن هجوم آخر على حي الزبدية يوم السبت (28 ديسمبر كانون الأول). فقد استقلوا شاحناتهم الصغيرة على الفور وانطلقوا الى المكان الذي تعرض للهجوم.

وقال أحد المتطوعين اثناء تجوله في الحي ان عدم توفر أجهزة الاتصال يعطل جهود الانقاذ.

وقال رجل من فريق الدفاع المدني “الصعوبات التي نواجهها..بصعوبة نعرف مكان القصف بسبب عدم وجود الإتصالات. هذا مكان ممكن يكون مكان القصف.”

وتجري جهود الانقاذ على وجه السرعة حيث يساعد عمال الدفاع المدني في اجلاء الاطفال والبحث عن ناجين بين الانقاض.

وقال عامل آخر لم يذكر اسمه انه لم يسقط قتلى نتيجة القصف لكنه اضاف ان الهجمات تواصلت.

وأردف “سقطت قذيفة في حي الزبدية. بفضل الله مافيه إصابات. قذيفة مدفعية نفس القذيفة التي سقطت في حي الأنصاري لم تنفجر. نزلت وحدة بحي الزبدية ولكن الحمدالله مافيه إصابات. هذا العمل الذي نقوم به يومياً وعلى مدار 24 ساعة.”

وتحدث عضو آخر بالفريق عن المخاطر الجسيمة التي يواجهونها.

وقال “دورنا نحن إنقاذ المدنيين بالدرجة الأولى. ونواجه مخاطر كبيرة التي هي ممكن أن يتعرض المكان للقصف مرة ثانية أثناء عملنا. الصعوبات التي نواجهها لا نندل بسرعة إلى مكان الإصابة لأنه هناك تفجيرات كثيرة بحلب فنحاول أن نتنقل بين الشوارع. أو نحن ننظر من على سطح المبنى الذي نقف عليه من أجل أن نحدد تقريبا المكان الذي حدث به التفجير.”

وقال متطوعو الدفاع المدني ان حي الزبدية تعرض لهجوم أواخر الأسبوع الماضي. فقد قصفت طائرة سورية يوم الأربعاء (25 ديسمبر كانون الأول) مستوصفا طبيا في الحي مما أدى الى مقتل جميع من كانوا به باستثناء رجل واحد. وأوضح متطوعون ان الهجمات الأحدث في الحي تركزت على المنطقة المحيطة بالمستوصف الطبي.

وزار الرجل الذي قيل انه الناجي الوحيد من هجوم المستوصف المكان يوم السبت. وشوهد يتجول وسط الركام قبل ان يلتقط صورة أشعة كانت ملقاة وسط الركام.

وقال الرجل “طلع عندنا 11 شهيد ولا واحد منهم جثة كاملة.. كاملة أبداً. كلهن أشلاء. 6 منهم الكادر الطبي كان صارلنا 4 أيام مفتتحينه. حتى أن منهم الممرضة طالع الجنين من بطنها ورجله مقطوعة” مشيرا الى ان واحدة من الضحايا كانت حاملا.

وتقول السلطات السورية إنها تحارب مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على مناطق واسعة من المدينة التي كانت ذات يوم مركزا تجاريا في سوريا.

وأدانت جماعات حقوق الإنسان والولايات المتحدة استخدام البراميل المتفجرة وتقول إنه نوع عشوائي من القصف.

واستعادت قوات الأسد أراضي في جنوب شرق حلب في الأسابيع الماضية وحققت مكاسب في أحياء حول العاصمة دمشق أيضا.

ومن المرجح أن تكون هذه الخطوة بمثابة محاولة لتعزيز موقف الأسد في مواجهة المعارضة قبل مفاوضات السلام المقرر عقدها في جنيف الشهر المقبل.

خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية