الحدود السورية التركية، 29 ديسمبر 2013، حازم داكل، أخبار الآن –
منذ انطلاق شرارة الثورة فيها أول أيامالشهر الرابع, عودتنا أن ننتظر كل أسبوع مظاهرة كفرنبل بما فيها من لافتات وصور كاريكاتيرية تسخر فيها من النظام وتنتقد المخطئين في الثورة وتظهر جوهرها ومعانيها السامية.
ستة شباب عظماء، أغلبهم ممن شارك بالكفاح والنضال السلمي منذ بداية الثورة حتى الآن، هم صلاح وحمّود وأحمدوأحمد وعبد الله وعبد الله جالسين في غرفة تتوسطها مدفئة مازوت حوِّلت لاحقاً إلى مدفئة حطب لعدم توفر الوقود، وأربعإ سفنجات تتوزع على أربعة جدران وبضع مخدات للاتكاء، وأجهزة اتصالات فضائية وبطاريات ولابتوبات، كل قطعة من تلك القطع تحكي ألف حكاية كيف وصلت, وكم منأيادٍ قُبلت (ودعي عليها بالكسر) حتى تمكّن هؤلاء الشباب من إحضار المعدات اللازمة لفتح المكتب الاعلامي للمدينة الرائعة وإذاعة بسيطة, محاولين إرسال الأخبار والرسائل للعالم الداخلي قبل الخارجي عبر الراديو وشبكات التواصل الاجتماعي عن قصف المدينة, العدد اليومي للشهداء, ونشر صور مظاهراتهم التي باتت توصف بالنادرة في سوريا الثورة.
على عجل، وبرتل مؤلّف من 3 سيارات والكثير من الملثّمين المدججين بالسلاح، نزلوا غازين فاتحين لهذه الغرفة الصغيرة! أخذوا ما استطاعوا إليه سبيلاً مع شباب المكتب الاعلامي الذين تكلمت عنهم منذ قليل, أخذوا المعدات كلها “كنسوها بالمكنسة” باستثناء المدفئة، ذات الستة بواري “بنية اللون” فهي لا تلزمهم، ربما لديهم مثلها بل وأفضل منها من غزواتهم السابقة!
أجهزة البث والالكترونيات غالية الثمن، ومنها ما هو مفقود من الأسواق, لهذا تلزمهم أكثر من المدفئة “المعدلة”.قُطِع بث الراديو واختفى الضوء الأخضر الذي يظهر دائماً على زاوية صفحتي الفيسبوكية بجانب اسم صديقي عبد الله السلّوم .
سعيد، الذي انشقّ برتبة ضابط في جيش النظام للانضمام إلى ثورة الحرية معأ بناء مدينته في الأسابيع الأولى لثورة آذار لم يخف على نفسه وعلى عائلته مندولة الأسد كما يخاف اليوم من الدولة الأخرى (دولة الأسلام), أرسل لي رسالة تقول : داعش هاجمتنا وأخدت الشباب وسرقت كل المعدات, أنشر أنت الخبر فأنا لا أجرؤ, أنت صوفتك حمرا وبرات البلد ما فارقة معك!
وعلى الفور ذهبت أنا صاحب الصوفةالحمراء! وصغت أول خبر خرج من المدينة عن تلك الحادثة، وسرعان ما أرسل إليّ أحدهم ويدعى “المهاجر الأنصاري” رسالة تقول:أنت يا خنزير أيمت رح تبطل تطعنبالمجاهدين الشرفاء؟! لم أعرف بماذا طعنت المجاهدين؟ ومن هم هؤلاء المجاهدينالشرفاء؟ أهم نفسهم الذين أتوا لنصرتنا ورحبنا بهم في بداية الثورة, وشاهدنا البعض منهم في ساحات الوغى؟ أم هم الذين أتوا من أبعد مكان في العالم ليختطفوا زملائي ويذبحوهم ويسرقوا معداتهم التي يؤكدون أنهم أحضروها من الكفار ووجبت غنيمتها!
تجاهلته، وذهبت اتصفّح موقع التواصلالاجتماعي “الفيسبوك” لأرى ردات الفعل التي أحدثتها هذه الحادثة, وجدت البعض ممتعضاً والبعض مهاجماً والبعض الآخرمبرراً وهذا هو الأجمل!
إذ يستطيع خلق مبررات من تحت أظافره لعشر سنين متواصلةلإدانة الشعب السوري الثائر! فهم يستحقون التشويل (أي الخطف) والقتلوا لفعس والمعس والدعس وأكثر من ذلك, ليس لشيء إلا لأنهم يطالبون بدولة سورية مدنية تعددية، لايحكمها ملثمون أصحاب غرف سوداء، ولا جزارون أصحاب قصور حمراء ملطخة بدماء السوريين!
وهذا على مايبدو لا يعجب الدولتين؛ البغدادية والأسدية!لزملائي وأصدقائي ونشطاء سوريا فيالداخل القوة والصبر على ما ابتلاهمالله. ولمدينة كفرنبل الحرية (مرةً أخرى) منالمحتل الجديد…!